22-درسٌ في شرح حديثِ خُطْبةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم
في اليومِ الحادي عشَر
بسمِ اللهِ
الرَّحمنِ الرَّحيم، الحمدُ للهِ ربِّ العالَمين وصلَّى اللهُ وسلَّم على عبدِه
ورسولِه نبيِّنا محمدٍ وعلى آلِه وأصحابِه أجمعين أمَّا بعد:
فإنَّ النَّبيَّ صلى
الله عليه وسلم خطَب في هذا اليومِ خُطبةً بليغَةً ذَكَّرَ فيها النَّاسَ، وبيَّنَ
لهم قواعدَ الإسلام، ومن جملةِ ما قال: «أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟!» قالوا اللهُ
ورسولُه أعلم، فسكت حتى ظنوا أنه سيسميه بغير اسمه، ثم قال: «أَيُّ شَهْرٍ
هَذَا؟!» قالوا: اللهُ ورسولُه أعلم، فسكت صلى الله عليه وسلم حتَّى ظنُّوا
أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، ثم قال: «أَلَيْسَ هَذَا الْيَوْمُ
اليومَ الأْوْسَطَ مِنْ أَيَّامِ التَّشْرِيق؟» قالوا: بلَى يا رسولَ الله،
قال: «أَلَيْسَ هَذَا الشَّهْرُ شَهْرَ ذِي الْحِجَّة؟» قالوا: بلى يا رسول
الله، قال: «أَلَيْسَتِ الْبَلَدُ مَكَّة؟» قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «فَإِنَّ
اللهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ،
كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، أَلاَ
هَلْ بَلَّغْتُ» ([1]).
فهذه خُطبةٌ عظيمة، أَعلنَها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في أصحابِه، في البلدِ الحَرامِ والشَّهرِ الحَرَام، وفي أيَّامِ التَّشريق، ذَكَر فيها صلى الله عليه وسلم أنَّ اللهَ حرَّم على المسلمين دِماءَهم، فلا يجوزُ لأحدٍ أنْ يعتديَ على حياةِ أحدٍ بالقتل؛ لأنَّ هذا من أعظمِ الظُّلمِ والعُدْوان، قال اللهُ جل وعلا: ﴿ وَمَن يَقۡتُلۡ مُؤۡمِنٗا مُّتَعَمِّدٗا فَجَزَآؤُهُۥ جَهَنَّمُ خَٰلِدٗا فِيهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ وَلَعَنَهُۥ وَأَعَدَّ لَهُۥ عَذَابًا عَظِيمٗا ﴾ [النساء: 93]. وقال سبحانه وتعالى عن اليهود:
الصفحة 1 / 698
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد