2- درسٌ في الأمرِ ببناءِ البيت
بسمِ اللهِ الرَّحمن
الرَّحيم، الحمدُ للهِ ربِّ العَالمين وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبيِّنا محمدٍ وعلى
آلِه وأصحابِه أجمعين.
قال اللهُ سبحانه
وتعالى: ﴿
وَإِذۡ بَوَّأۡنَا لِإِبۡرَٰهِيمَ مَكَانَ ٱلۡبَيۡتِ أَن لَّا تُشۡرِكۡ بِي شَيۡٔٗا وَطَهِّرۡ بَيۡتِيَ لِلطَّآئِفِينَ وَٱلۡقَآئِمِينَ وَٱلرُّكَّعِ
ٱلسُّجُودِ ﴾ [الحج: 26].
هذه الآيةُ فيها بيانُ
بِناءِ إبراهيمَ عليه السلام للبيتِ بأمرِ الله سبحانه وتعالى، وذلك أنَّ إبراهيمَ
بعثَه اللهُ في أرضِ العراقِ في أهلِ بابل -جماعة النَّمرود- يدعوهم إلى الله -
سبحانه -، وكانوا يَعبُدون الكواكب، يَبنون لها هياكلَ في الأرضِ على صورةِ
تماثيلَ ويَعبدونها من دونِ الله عز وجل، فأنكرَ عليهم وكان من جُملةِ مَن يَصنع
التَّماثيلَ أبوه، كان يَصنعُها ويَبيعُها فأنكَر عليهم عبادةَ التَّماثيل وأمرَهم
بعبادةِ اللهِ وحدَه لا شريكَ له كما ذَكر اللهُ ذلك في القرآن.
ثُمَّ إنَّه لم
يَكتَفِ بالإنكارِ بل كسَر هذه التماثيلَ بيدِه وحطَّمَها، فغارُوا على تَمَاثيلهم
وأرادوا أنْ يَنتقِموا منه فأوقَدُوا له نارًا عظيمةً جَمعوا لها الحطبَ وأوقدُوها
حتَّى صار لهبُها يرتفعُ في الجو، ثُمَّ جَاؤُوا بإبراهيمَ ووضَعوه في
المَنْجَنِيق، والمَنْجنيقُ آلةٌ مثلُ المِدفَع اليومَ تقريبًا.
ووضَعوه في
المنْجَنيق ثُمَّ قذفوه في النَّار، واللهُ جل وعلا قال للنَّار: ﴿ يَٰنَارُ كُونِي بَرۡدٗا وَسَلَٰمًا عَلَىٰٓ إِبۡرَٰهِيمَ ﴾ [الأنبياء: 69].
وانقلبت النَّارُ إلى روضةٍ خضراءَ بردًا وسلامًا وأنقذه اللهُ من النَّار وردَّ
كيدَ أعدائِه، ثُمَّ اتَّجه إلى الهِجرةِ ﴿ وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبِّي سَيَهۡدِينِ ﴾ [الصافات: 99].
الصفحة 1 / 698
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد