والجمراتُ مِن مشاعر الحجِّ، ولا علاقةَ لها
بالشَّيْطَانِ، هي يقال لها: الجمراتُ لا يقال لها: الشَّيْطَانُ، هذه تسمية
العوام، ورَمْيُ الجِمار لذِكْرِ الله عز وجل، عبادةً لله؛ ولهذا تقول على كلِّ
حَصَاةٍ: اللهُ أَكْبَرُ، ذِكْرٌ، قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا جُعِلَ
الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ، وَالسَّعْيُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَرَمْيُ
الْجِمَارِ لِإِقَامَةِ ذِكْرِ اللهِ عز وجل » ([1])، فهو ذِكْرٌ لله وعبادةٌ
لله، ولكنَّ كُلَّ عبادةٍ لله لا شكَّ أَنَّها تُغِيْظُ الشَّيْطَانَ، أَنْتَ
إِذَا صَلَّيْتَ تُغِيْظُ الشَّيْطَانَ، في كلِّ عملٍ صالحٍ ومنه رَمْيُ الجمراتِ،
لكن لا ترمي الجمراتِ على أَسَاسِ أَنَّه رَمْيٌ للشَّيْطَانِ كما يعتقد العوام.
السُّؤَالُ (578): أرجو النَّصيحةَ
إِلَى إِخْوانِنا حُجَّاجِ بَيْتِ الله الحَرامِ في كيفيَّةِ رَمْيِ الجِمار
ونوعيَّةِ الحصى؛ لأَنَّ البعضَ يعتقدون أَنَّ مَنْ يرمونه هو الشَّيْطَانُ بذاته؟
الجوابُ: عند بعض العوام أَنَّ الرَّمْيَ للشَّيْطَانِ وأَنَّ الحصى يُصِيْبُ الشَّيْطَانَ، وهذا خطأٌ؛ لأَنَّ الرَّمْيَ شُرِعَ لذِكْرِ الله سبحانه وتعالى، نَحْنُ نُنَفِّذُ ما أَمَرَنا اللهُ به، وقدْ أَمَرَنا اللهُ بالرَّمْيِ فنرمي، ولا شكَّ أَنَّ كُلَّ العباداتِ والطَّاعاتِ تُغِيْظُ الشَّيْطَانَ، الصَّلاةُ تُغِيْظُ الشَّيْطَانَ والصَّدقةُ تُغِيْظُ الشَّيْطَانَ، كلُّ عبادةٍ تُغِيْظُ الشَّيْطَانَ ومنها الرَّمْيُ فإِنَّه يُغِيْظُ الشَّيْطَانَ، أَمَّا أَنَّ الشَّيْطَانَ، هو المقصودُ بالرّْمْيِ فهذا غيرُ صحيحٍ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد