×
دروس وفتاوى الحج

12- درسٌ في بيان أوقاتِ وأَمَاكنِ المناسك

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربِّ العالمين وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبيِّنا مُحَمَّدٍ وعلى آله وأَصْحابِه أَجْمعين أَمَّا بعد:

قال الله تعالى: ﴿ وَأَتِمُّواْ ٱلۡحَجَّ وَٱلۡعُمۡرَةَ لِلَّهِۚ [البقرة: 196]. وقال سبحانه وتعالى: ﴿ فَإِذَا قَضَيۡتُم مَّنَٰسِكَكُمۡ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَذِكۡرِكُمۡ ءَابَآءَكُمۡ أَوۡ أَشَدَّ ذِكۡرٗاۗ [البقرة: 200]. في هاتين الآيتين أمَر اللهُ سبحانه وتعالى بإِتْمام الحجِّ والعمرةِ، وذكَر ما يفعل بعد قضاءِ المناسك أي: إِتْمامها؛ لأن القضاءَ يأتي بمعنى الإِتْمام، فمعنى قضيتم مناسككم أي: فرَغْتُم من أَداءِ مناسكِ الحجِّ، فدلَّتِ الآيتان الكريمتان على أنه لا بدَّ من إِتْمام الحجِّ بأداءِ مناسكِه على الوجهِ المشروعِ، كلُّ شيءٍ في وقته المُحدَّدِ له شرعًا بحيث لا يترك شيئًا من هذه المناسكِ ولا يأتي به في غير وقته بل كلُّ شيءٍ له وقتٌ.

أَوَّلاً: الإحرام هذا له وقتٌ وله مكانٌ، فالوقت هو أَشْهر الحجِّ، والمكانُ هو المواقيت الخمسة إذا مرَّ بها أحرم منها، أو من مكانه إذا كان دون المواقيت، أو من المكان الذي نوى منه الحجَّ أو العمرةَ ولا يتعدَّاه إلا وهو مُحْرِمٌ، لكنَّ العمرة يُحرِم بها من الحلِّ ولا يُحرِم بها من الحَرَمِ.

ثانيًا: الوقوف بعَرَفَةَ له وقتٌ وله مكانٌ، وقتُه من زوال الشَّمس في اليوم التَّاسعِ ويستمرُّ إلى طلوع الفجر من ليلة العاشر، ومكانُه داخلَ حدودِ عَرَفَةَ قال صلى الله عليه وسلم: «عَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ» ([1])، والله جل وعلا يقول:


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (1218).