1- درسٌ في بيانِ عقيدةِ الحاجِّ في ضوءِ الكتابِ والسُّنة
بسمِ اللهِ الرَّحمن الرَّحيم، الحمدُ للهِ ربِّ
العَالَمين والصَّلاةُ والسَّلامُ على أشرفِ الأنبياءِ والمرسَلين، وعلى آلِه
وصحبِه أجمعين أمَّا بعد:
لا شكَّ أن العقيدةَ هي الأساسُ وهي ما يعتقدُه الإنسانُ
بقلبِه ويتوجَّه به إلى ربِّه، هذه هي العقيدة، تُسمَّى «العقيدة» وتُسمَّى «التَّوحيد»
وتُسمَّى «الإيمان» وتُسمَّى «السُّنَّة»، كلُّها أسماء لمُسمًّى واحد وهو:
تَوجُّه الإنسانِ إلى ربِّه عز وجل بجميعِ أعمالِه، كما قال الخليلُ إبراهيمُ: ﴿ إِنِّي
وَجَّهۡتُ وَجۡهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ حَنِيفٗاۖ وَمَآ أَنَا۠ مِنَ
ٱلۡمُشۡرِكِينَ ﴾ [الأنعام: 79].
هذه هي العقيدةُ وهي أساسٌ لجميع الأعمالِ من حَجٍّ
وغيرِه، وإنَّما ذُكر الحَجُّ هنا من أجلِ المناسبة: أنَّنا في هذه الأيَّامِ
نُؤدِّي الحجَّ فناسَب أنْ يُنبه على العقيدة من أجلِ أنَّ الحاجَّ يَتفقَّد
عقيدتَه من الخَللِ والنَّقص والبُطلانِ فيَجعلُها عقيدةً صحيحةً تستمِرُّ معه
طولَ حياتِه لا في الحجِّ فقط، إنَّما في طولِ حياتِه، كما أمرَ اللهُ جل وعلا
نبيَّنا محمدًا صلى الله عليه وسلم في قوله: ﴿ قُلۡ إِنَّ صَلَاتِي
وَنُسُكِي وَمَحۡيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ١٦٢ لَا شَرِيكَ لَهُۥۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرۡتُ وَأَنَا۠ أَوَّلُ
ٱلۡمُسۡلِمِينَ ١٦٣ قُلۡ
أَغَيۡرَ ٱللَّهِ أَبۡغِي رَبّٗا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيۡءٖۚ وَلَا تَكۡسِبُ كُلُّ نَفۡسٍ
إِلَّا عَلَيۡهَاۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم
مَّرۡجِعُكُمۡ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ فِيهِ تَخۡتَلِفُونَ ﴾ [الأنعام: 162- 164].
فهذا هو المرادُ بالعقيدة: أنَّها تشملُ جميعَ الأعمالِ
المشروعةِ التي يَتوجَّه بها العبدُ إلى ربِّه عز وجل بأنْ تكونَ خالصةً لوجهِ
الله - تعالى - حتَّى تكونَ عقيدةً صحيحةً وتكونَ أساسًا صحيحًا يَنْبني عليه
جميعُ
الصفحة 1 / 698
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد