26- دَرْسٌ فِي الوَصِيَّةِ بالتَّمَسُّكِ بالإسلامِ
بَعدَ الحَجِّ إلى المَماتِ
بسم الله الرحمن
الرحيم، الحمدُ للهِ رَبِّ العالمينَ، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا محمد
وعلى آلهِ وأصحابهِ أجمعينَ.
في هذا اليومِ ([1])، مَن أرادَ أنْ
يتعَجَّلَ فإنَّهُ يرْمِي الجَمَراتِ الثَّلاث، ويَخرُج مِن مِنَى قَبلَ غُروبِ
الشَّمسِ، ويكونُ بهذا قد أنْهَى حَجَّهُ، ومَن أرادَ أنْ يتأَخَّرَ، ويبقى في
مِنَى، يَبِيتُ فيها هذه اللَّيلةَ، ويُقِيم فيها صباحَ الغَدِ ([2])، ثُمَّ يَرْمِي
بعدَ الظُّهْر؛ فيكون قدِ استكملَ أيَّامَ التَّشريقِ، وتأخَّرَ.
واللهُ جل وعلا
يقولُ: ﴿
فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوۡمَيۡنِ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِ وَمَن
تَأَخَّرَ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِۖ لِمَنِ ٱتَّقَىٰۗ﴾ [البقرة: 203].
التأخُّرُ أفضلُ - وهو الَّذِي فعلَهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم - فإنه تأخَّرَ،
ونفَرَ في اليومِ الثالثَ عشَرَ.
ولكِن على الجميعِ: مَن تعَجَّلَ، ومَن تأخَّرَ، أن يَختِمَ بالاستغفارِ والتَّوبةِ إلى اللهِ سبحانه وتعالى وأن يُواصِلَ الطَّاعةَ والعبادةَ بعدَ الحَجِّ إلى آخِرِ عُمُرِهِ وآخِرِ أيَّامهِ، إلى أنْ توافِيَهُ مَنِيَّتُهُ، وهو مستقيمٌ على طاعةِ الله عز وجل، ولا يقتصر عَلَى الحَجِّ، ويظنُّ أنَّهُ يكفِي، ويُضيِّعُ بَقِيَّةَ أركانِ الإسلام. إنَّما الحَجُّ الرُّكنُ الخامس مِن أركان الإسلامِ، وقَبْلَهُ أربعَةُ أركانٍ، عليه أن يُحقِّقَها، وكذلك الإسلامُ هو مجموعُ الطاعاتِ التي أمَرَ اللهُ بها، وأمَرَ بها رَسُولُهُ صلى الله عليه وسلم ومَجموعُ المَنهِيَّات التي نَهَى اللهُ عنها ورسولُهُ؛ فيتَجَنَّبها.
([1])أي اليوم الثاني عشر.
الصفحة 1 / 698
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد