هذا هو الإسلامُ،
وليس الإسلامُ أنَّهُ يأخذُ بَعضَها، ويترُك البعضَ الآخَر، يأخذُ الحَجَّ،
ويَتركُ الباقِي، هذا ليس له حَجٌّ، الدينُ كُلُّه للهِ عز وجل ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ ٱدۡخُلُواْ فِي ٱلسِّلۡمِ كَآفَّةٗ ﴾ [البقرة: 208].
السِّلْمُ معناه:
الإسلامُ، أي خُذُوه جميعًا، ولا تأخذوا بعضَه، وتتركُوا بعضَه، فعلينا أنْ
نتذكَّرَ هذا: أنَّ الحجَّ هو رُكنٌ مِن أركان الإسلامِ، وقبْلَهُ أركانٌ أربعةٌ،
وهناك أوامِرُ ونَوَاهٍ يَمْتَثِلُها المسلمُ، ويُداوِمُ على طاعةِ الله وعبادته
إلى آخِرِ حياته، فالمسلمُ ما دامَ في هذه الدنيا فهو مُكلَّفٌ بطاعةِ الله
ومأمورٌ بها ومنهيٌّ عَنِ المعاصي، وليس في أيَّامِ الحجِّ فقط، وإنَّما في جميعِ
أيَّامِه التي كتبَها اللهُ له في هذه الدُّنيا.
فعلينا جميعًا وعلى
جَميعِ المسلمينَ الحُجَّاج وغيرِهم التَّمسُّكُ بطاعةِ الله، وبالإسلامِ شريعةً
وعقيدةً وعبادةً وأخلاقًا ومعاملةً، ومن جميعِ النَّواحِي؛ فإنَّهُ دينٌ كامِلٌ،
كما قال الله جل وعلا: ﴿
ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ﴾ [المائدة: 3]. فهو
دينٌ كامِلٌ وشامِلٌ، فَلا يأخذُ بعضَه، ويَترك البعضَ الآخَرَ، وهو يستطيعُ، بل
يأخذُ الإسلامَ كُلَّهُ، ويأتي منه ما يستطيعُ والذي لا يَستطِيعه ﴿ لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ ﴾ [البقرة: 286].
هذا، وبالله
التوفيقُ.
وصلَّى اللهُ وسلَّمَ
على نَبِيِّنا محمد وعلى آلهِ وأصحابه أجمعين.
*****
الصفحة 2 / 698
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد