30- دَرْسٌ في تفسيرِ قوله
تعالى: ﴿ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّكُمۡ إِلَيۡهِ تُحۡشَرُونَ ﴾ [البقرة: 203]
بسم الله الرحمن
الرحيم، الحمدُ للهِ رَبِّ العالمينَ، وصَلَّى اللهُ، وسلَّمَ علَى نَبِيِّنا محمد
وعلى آلهِ وأصحابه أجمعينَ.
أَيُّها الإخوةُ: هذا اليومُ
الثَّانِي عَشَرَ مِن شهرِ ذِي الحِجَّةِ، وهو ثانِي أيَّامِ التَّشريقِ، ويُسمَّى
يَوْمَ النَّفرِ الأوَّلِ، واليَوْمُ الثَّالثَ عَشَرَ يُسمَّى يَوْمَ النَّفْرِ
الثَّانِي، وذلكَ لِقَولِ اللهِ سبحانه وتعالى: ﴿وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡدُودَٰتٖۚ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوۡمَيۡنِ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِ وَمَن
تَأَخَّرَ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِۖ لِمَنِ ٱتَّقَىٰۗ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ
وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّكُمۡ إِلَيۡهِ تُحۡشَرُونَ﴾ [البقرة: 203].
والنَّفرُ الأوَّلُ معناهُ: أنَّ الحاجَّ إذا رَمَى الجِمارَ بعدَ الظُّهْرِ أو
بعدَ العَصرِ مِن هذا اليوْمِ؛ فإنَّهُ إنْ شاءَ أنْ يَرتَحِلَ مِن مِنَى
ويُنْهِيَ حَجَّهُ فَلَهُ ذلك، سَوَاءٌ أَرادَ السَّفَرَ أو أرادَ البَقاءَ في
مَكَّةَ، لكِنَّهُ إنْ أَرادَ السَّفَرَ فلا بُدَّ أنْ يَطُوفَ للوَداعِ سَبْعَةَ
أشواطٍ قبلَ أنْ يُسافِرَ، وإنْ أرادَ البقاءَ فلَهُ ذلكَ، لكِن إذا أرادَ أنْ
يُسافِرَ، ولَو بعدَ فَترةٍ فلا بُدَّ أنْ يَطُوفَ للوَداعِ؛ ليُكمِلَ مناسِكَ
حَجِّهِ؛ لأنَّ طوافَ الوَداعِ واجِبٌ مِن واجباتِ الحَجِّ، ونُسُكٌ مِن مَناسِكِ
الحَجِّ.
ويُشتَرَطُ
للتَّعجُّلِ في هذا اليومِ شرطانِ:
الشَّرطُ الأوَّلُ: أنْ يَرمِيَ
الجِمارَ الثلاثَ بعدَ الظُّهرِ أو بعدَ العَصرِ.
الشَّرطُ الثاني: أنْ يرحلَ مِن
مِنَى قبلَ أنْ تَغرُبَ الشَّمسُ، بِمَعنَى: أنَّهُ يَحمِلُ مَتاعَهُ مِنَ الأرضِ،
يَحمِلُه على سَيّارَتِه، ويَمشِي قاصِدًا الخُروجَ مِن مِنَى حتَّى ولَو أدركَهُ
غُروبُ الشَّمسِ، وهُوَ يَسِيرُ: بأنْ أَمسَكَهُ السَّيرُ، ولم يَخرجْ مِن مِنَى
إلاَّ بعدَ غُروبِ الشَّمسِ؛ فلَهُ ذلِكَ؛ لأنَّهُ ارتحلَ،
الصفحة 1 / 698
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد