9- درسٌ في فضلِ الحجِّ والعُمرة
بسمِ اللهِ
الرَّحمنِ الرَّحيم، الحمدُ للهِ ربِّ العَالمين وصلَّى اللهُ وسلَّم على عبدِه
ورسولِه نبيِّنا محمدٍ وعلى آلِه وأصحابِه أجمعين.
صَحَّ في الحديثِ عن
الرسولِ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: «الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ
كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ
إِلاَّ الْجَنَّةَ» ([1])، ففي الحديثِ بيانُ
فضلِ الحَج، وفضلِ العُمرة، أنَّ العُمرةَ إلى العمرةِ تُكفِّرانِ ما بينهما من
الذُّنوب، وأمَّا الحجُّ فإنَّه ليسَ له جزاءٌ إلا الجنَّة إضَافةً إلى ما جاءَ في
الحديثِ الآخَر: «مَنْ حَجَّ لِلهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ
كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» ([2]).
فالحَجُّ يجتمعُ فيه
هاتان الفضيلتان:
أولاً: أنَّه ليسَ له
جزاءٌ إلا الجنَّة.
ثانيًا: أنَّ صاحبَه تُكفَّرُ عنه خَطاياه ويَرجِعُ مَغفورًا له ليسَ عليه ذنبٌ كيَومِ وَلَدتْه أمُّه؛ لأنَّه يُولَد وليسَ عليه ذنوبٌ وإنَّما تلحقُه الذُّنوبُ بعدَ التَّكليف، فإذا وفَّقَه اللهُ وحَجَّ ولم يَرفُثْ في حجِّه ولم يَفسُق؛ فإنَّه يُغفَر له جميعُ الذُّنوبِ ويَرجِع كيَومِ وَلدتْه أُمُّه، فهذا حديثٌ عظيمٌ يُبيِّنُ فضلَ العمرةِ وفضلَ الحجِّ وأنَّ الحجَّ أفضلُ من العُمرة، والعُمرةُ تُكفِّرُ ما يقَعُ بعدَها من الذُّنوبِ إلى العمرةِ الأخرى، وهذا فيه الحَثُّ على مُتابعةِ العُمرةِ والإكثارِ منها؛ فإنَّها تُكفِّرُ الذُّنوب، والمُرادُ الذُّنوب الصَّغائر بدليلِ قولِه تعالى: ﴿ إِن تَجۡتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنۡهَوۡنَ عَنۡهُ نُكَفِّرۡ عَنكُمۡ
([1])أخرجه: البخاري رقم (1773)، ومسلم رقم (1349).
الصفحة 1 / 698
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد