8- درسٌ في
بيانِ الرُّكنِ الخامسِ من أركانِ الإسلام: الحَج
بسمِ اللهِ الرَّحمن
الرَّحيم، الحمدُ للهِ ربِّ العالمين وصلَّى اللهُ وسلَّم على عبدِه ورسولِه
نبيِّنا محمدٍ وعلى آلِه وأصحابِه أجمعين.
كُنا قد وصَلْنا إلى
الرُّكنِ الرَّابعِ من أركانِ الإسلامِ في حديثِ جبريلَ عليه السلام.
الرُّكن الخامس وهو
الأخير: الحَجُّ إلى بيتِ اللهِ الحرام، قال اللهُ تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلۡبَيۡتِ مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَيۡهِ
سَبِيلٗاۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ ٱلۡعَٰلَمِينَ ﴾ [آل عمران: 97]،
لله على النَّاس يعني: حقٌّ للهِ على جميعِ النَّاسِ أنْ يحُجَّ منِ اسْتطاعَ
السَّبيل، وقد بيَّنَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أنَّ حجَّ الفَريضةِ مرَّةٌ
واحدةٌ في العُمر، وما زادَ عن الواحدةِ فهو تطوُّع، ولهذا لما قال صلى الله عليه وسلم:
«يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ
فَحُجُّوا»، قالوا: أكُلَّ عامٍ يا رسولَ الله؟ أو قال رجل من الحاضرين: أكُل
عامٍ يا رسولَ الله، فسكت النَّبيُ صلى الله عليه وسلم ثُم أعاد الرَّجل، فسكتَ
النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ أعاد الرَّجلُ السُّؤال، فسَكتَ النَّبيُّ صلى
الله عليه وسلم ولَم يُجبْه، ثُمَّ قال صلى الله عليه وسلم: «الْحَجِّ مَرَّةً
وَاحِدَةً، فَمَنْ زَادَ، فَهُوَ تَطَوُّعٌ، ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ؛
فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلاَفِهِمْ
عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ»([1]).
وأمَّا السَّبيل: في قولِه تعَالى: ﴿ مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَيۡهِ سَبِيلٗاۚ ﴾ فقد جاء تفسيرُه أنَّ المُرادَ به: الزَّاد والرَّاحلة، إذا تَوفَّر للإنسانِ النَّفقةُ التي يُنفِقُها على نفسِه في الحَجِّ ذَهابًا وإيابًا، وتَوفَّرتِ النَّفقةُ التي لأهلِ بيتِه حتَّى يرجِعَ إليهم، وتَوفَّر له المَركوبُ الذي يَنقُله إلى بيتِ الله، من وسائلِ
الصفحة 1 / 698
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد