18- درسٌ في تفسير قوله تعالى: ﴿ لَيۡسَ عَلَيۡكُمۡ جُنَاحٌ أَن تَبۡتَغُواْ فَضۡلٗا مِّن رَّبِّكُمۡۚ ﴾ [البقرة: 198]. الآيات.
بسم الله الرحمن
الرحيم، الحمد لله ربِّ العالمين والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسول الله وعلى آله
وأَصْحابِه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
قال الله تعالى: ﴿ لَيۡسَ عَلَيۡكُمۡ جُنَاحٌ أَن تَبۡتَغُواْ فَضۡلٗا مِّن رَّبِّكُمۡۚ فَإِذَآ أَفَضۡتُم مِّنۡ عَرَفَٰتٖ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ عِندَ ٱلۡمَشۡعَرِ ٱلۡحَرَامِۖ وَٱذۡكُرُوهُ
كَمَا هَدَىٰكُمۡ وَإِن كُنتُم مِّن قَبۡلِهِۦ لَمِنَ ٱلضَّآلِّينَ ١٩٨ ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنۡ حَيۡثُ أَفَاضَ ٱلنَّاسُ وَٱسۡتَغۡفِرُواْ
ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ
﴾ [البقرة: 198- 199].
قوله تعالى: ﴿ لَيۡسَ عَلَيۡكُمۡ جُنَاحٌ ﴾ [البقرة: 198]. الجناح هو:
الحرَج أَيْ ليس عليكم حرَجٌ ﴿ أَن تَبۡتَغُواْ فَضۡلٗا مِّن رَّبِّكُمۡۚ ﴾ [البقرة: 198]. المراد بالفَضْل هنا: طلبُ الرِّزْق،
وتبتغوا: تطلبوا، فيكون معنى الآية: ليس عليكم
حَرَجٌ أَنْ تطلبوا الرِّزْقَ في موسم الحجِّ، وذلك بأَنْ تبتاعوا وتشتروا،
وتتاجروا في موسم الحجِّ، وهذا لا يتنافى مع العبادة؛ لأَنَّ طلبَ الرِّزْق
المباحِ فيه إِعَانةٌ على طاعة الله سبحانه وتعالى، فالمسلم يجمع بين الأَمْرين
طلبُ الرِّزْق المباحِ مع عبادة الله سبحانه وتعالى، كما قال تعالى: ﴿ فَإِذَا قُضِيَتِ
ٱلصَّلَوٰةُ فَٱنتَشِرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَٱبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ
وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرٗا لَّعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ ﴾ [الجمعة: 10]. وكما
في قوله سبحانه: ﴿
فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرۡفَعَ وَيُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُۥ
يُسَبِّحُ لَهُۥ فِيهَا بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡأٓصَالِ ٣٦ رِجَالٞ لَّا تُلۡهِيهِمۡ تِجَٰرَةٞ وَلَا بَيۡعٌ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ
وَإِقَامِ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَوٰةِ يَخَافُونَ يَوۡمٗا
الصفحة 1 / 698
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد