28- درس في تفسير قوله تعالى:
﴿ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوۡمَيۡنِ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِ وَمَن
تَأَخَّرَ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِۖ لِمَنِ ٱتَّقَىٰۗ﴾ [البقرة: 203]
بسم الله الرحمن
الرحيم، الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ وسلَّم على عبدِه ورسولِه
نَبِيِّنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعينَ، أمَّا بعدُ:
فإنَّ هذا اليومَ هو
اليومُ الثّانِي عشَر مِن ذي الحِجَّةِ، وهو اليومُ الثانِي مِن أيَّامِ
التّشرِيقِ، وهو يومُ النَّفْرِ الأوَّلِ، قال تعالى: ﴿ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوۡمَيۡنِ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِ وَمَن
تَأَخَّرَ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِۖ لِمَنِ ٱتَّقَىٰۗ﴾ [البقرة: 203].
تعجَّلَ معناه: أنَّهُ رَمَى الجِمارَ الثَّلاث فيما بينَ دُخولِ وَقْتِ الظُّهْرِ
إلى غُروبِ الشَّمسِ، مَنْ رَمَى الجمارَ الثَّلاث في هذا الوقتِ المُمتَدّ مِن
زوالِ الشَّمسِ إلى غُرُوبِها، ورَحَلَ مِن مِنَى قَبْلَ غُروبِ الشَّمسِ، فإنه قد
تَعجَّلَ في يومينِ، ولا إثمَ عليهِ، أي: لا جُناحَ ولا حرجَ عليهِ في ذلك، ويكونُ
قد أكْملَ حَجَّهُ بهذينِ الشَّرطَيْنِ:
الشَّرط الأوَّل: أن
يرمِيَ الجمارَ بعدَ الظُّهرِ أو بعدَ العصرِ.
الشَّرط الثاني: أنْ
يَرحَلَ مِن مِنَى قبْلَ أنْ تَغرُبَ عليه الشَّمسُ، وأمَّا مَن غَربَتْ عليهِ
الشَّمسُ، وَهُوَ لَم يَرْمِ، أو رَمَى لكِنَّهُ لم يَرحلْ؛ فإنَّهُ يَتعَيَّنُ
عليهِ أن يَتأخَّرَ، بِمَعنَى أنَّهُ يَبِيتُ إلى ليلةِ الثالثَ عَشَرَ، إلى أنْ
يرمِيَ الجِمارَ بعدَ الظُّهْرِ في اليومِ الثَّالثَ عَشَرَ، ثُم يَنفِرُ،
ويَرحَلُ مِن مِنَى، وهذا هو التأخُّرُ، وهو أفضلُ مِنَ التَّعجُّلِ، وهو الذي
فعلَهُ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم والرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم أخذَ
بالأفضلِ، ومَن تَعجَّلَ فقدَ أخذَ بالرُّخْصَةِ، ولا حَرجَ عليهِ، ولكِنْ ينبغِي
أنْ نعلمَ أنَّهُ إذا غربَتِ الشَّمسُ
الصفحة 1 / 698
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد