7- درسٌ في بيانِ أركانِ الحجِّ وواجباتِه وسُننِه
بسمِ اللهِ
الرَّحمنِ الرَّحيم، الحمدُ للهِ ربِّ العالمين وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبيِّنا
محمدٍ وعلى آلِه وأصحابِه أجمعين.
عَرَفنا في الدَّرسِ
السَّابقِ فريضةَ الحَج وأنَّها نوعان:
فَرضيَّةٌ على
الأُمَّة، وهذا في كلِّ سَنة، فلا بُدَّ أنْ يَحُجَّ البيتَ ولا يَبقَى بعض
السِّنين بدونِ حج.
وفرضيَّةٌ
بالنِّسبةِ للأفراد، وهذا يجِبُ مرَّةً واحدةً في العُمر على المُسْتطيع، بقِيَ
أنْ نعرِفَ أعمالَ الحَج؛ لأنَّ أعمالَ الحجِّ ليسَتْ على حدٍّ سَواء، فمِنها ما
هو رُكنٌ من أركانِ الحجِّ لا يصِحُّ الحجُّ إلا به، ومنها ما يكونُ واجِبًا إذا
تُرِك يَجبُرُه بفِدْية، ومنها ما هو مُستَحَبٌّ لا يَجِبُ بتَركِه شَيء وفِعلُه
فيه الثَّوابُ، قال اللهُ جل وعلا: ﴿ وَأَتِمُّواْ ٱلۡحَجَّ وَٱلۡعُمۡرَةَ لِلَّهِۚ
﴾ [البقرة: 196].
ومعنى أتِمُّوا أي: أكمِلُوا أعمالَ الحَجِّ الأركانَ والواجباتِ وما يُستَطَاع من
السُّننِ المُكمِّلات، فالأركانُ أربعة:
الرُّكنُ الأوَّل: الإحرام وهو:
نيَّةُ الدُّخولِ في النُّسُك، فإذا نَوَى الدُّخولَ وشَرَع في النُّسُك فقد
أحرَم، بمعنى أنَّها تُحرِّمُ عليه أشياءَ كانت مُباحةً له قبلَ الإحرام مثل:
الطِّيب، وحَلْقِ الشَّعر، وقَصِّ الأظافر، وقَتلِ الصَّيد، والاستمتاعِ
بزَوْجتِه، هذه أشْياء كانتْ مباحةً له، لكن إذا أحْرَمَ حَرُمَتْ عليه حتَّى
يُحِلَّ إحرامَه، أمَّا مُجرَّد نيَّة الحَج أو نيَّة العُمرةِ وهو بينَ أهلِه،
هذه نيَّةٌ عامَّةٌ ليسَتْ إحرامًا؛ لأنَّه لمْ ينوِ الدُّخولَ في النُّسُك وإنَّما
نَوَى النُّسُكَ فقط.
الصفحة 1 / 698
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد