4- درسٌ في تفسيرِ قولِه تعالى:
﴿ وَأَذِّن فِي ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَجِّ يَأۡتُوكَ رِجَالٗا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٖ ﴾ [الحج: 27] الآيات
بسمِ اللهِ الرَّحمن
الرَّحيم، الحمدُ للهِ ربِّ العَالمين والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيِّنا محمدٍ
وعلى آلِه وأصحابِه.
قال تعالى: ﴿ وَأَذِّن فِي ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَجِّ يَأۡتُوكَ رِجَالٗا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٖ يَأۡتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٖ لِّيَشۡهَدُواْ مَنَٰفِعَ لَهُمۡ وَيَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ فِيٓ
أَيَّامٖ مَّعۡلُومَٰتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِيمَةِ ٱلۡأَنۡعَٰمِۖ
فَكُلُواْ مِنۡهَا وَأَطۡعِمُواْ ٱلۡبَآئِسَ ٱلۡفَقِيرَ ٢٨ ثُمَّ لۡيَقۡضُواْ تَفَثَهُمۡ وَلۡيُوفُواْ نُذُورَهُمۡ
وَلۡيَطَّوَّفُواْ بِٱلۡبَيۡتِ ٱلۡعَتِيقِ ﴾ [الحج: 27- 29].
أمَر اللهُ خليلَه
إبراهيم لمَّا فرَغَ من بناءِ البيتِ بأمرِ الله سبحانه وتعالى، أمرَه أنْ يُعلِّم
الناسَ فقال: ﴿
وَأَذِّن فِي ٱلنَّاسِ ﴾ والأذان معناه: الإعلامُ أي: أَعْلِمْهُم بالحجِّ ونادِ
فيهم بشرعيَّة الحجِّ على جميعِ النَّاس، كما في قولِه تَعَالى: ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلۡبَيۡتِ مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَيۡهِ
سَبِيلٗاۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ ٱلۡعَٰلَمِينَ ﴾ [آل عمران: 97].
والحجُّ في اللغة: القَصْد
والتَّردُّد على الشَيْء، والمُرادُ به هنا: الإتيانُ لزيارةِ المسجدِ الحَرَام،
والوقوف بالمَشَاعر، وأداء المناسك التي شَرَعَها اللهُ سبحانه وتعالى، فلمَّا
أمَره اللهُ بذلك قال: يا ربِّ وما يبلغ صَوتي؟ قال اللهُ جل وعلا له: أذِّنْ
وعليَّ البلاغ، فصَعِدَ إبراهيمُ على مُرتفع قيل: على الصَّفا، وقيل: على غيرِه،
وقال: أيُّها النَّاسُ إنَّ ربَّكم قد اتخَذ بيتًا
الصفحة 1 / 698
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد