14- درسٌ في الإِحْرام ومحظوراتِه
بسم الله الرحمن
الرحيم، الحمد لله ربِّ العالمين وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبيِّنا مُحَمَّدٍ وعلى
آله وأَصْحابِه أَجْمعين أَمَّا بعد:
فإِنَّ أَوَّلَ
أَعْمال الحجِّ الإِحْرامُ، فلا بدَّ أَنْ نعرفَ ما هو الإِحْرام، ونعرفَ
أَحْكامَه وما يحرُم على المُحرِم.
الإِحْرام هو: نية الدُّخول في
النُّسْك، والنِّيةُ محلُّها القلبُ؛ لأَنَّها من أَعْمال القلب، لا يعلمها إِلاَّ
اللهُ؛ لقول النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الأَْعْمَالُ
بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى» ([1])، فالإِحْرام نيَّةٌ
في القلب، أي نيَّة الشُّروع في الحجِّ أَوِ الشُّروع في العمرة، وأَمَّا
النِّيَّةُ العامَّةُ التي خرَج بها من بلده، فهو ما خرج من بلدهِ إلا وهو يريد
الحجَّ أَوْ يريدُ العمرةَ، لكنَّ هذه النِّيَّةَ العامَّةَ لا تُسمَّى إِحْرامًا،
وإِنَّما إذا نوى ابتداءَ الدُّخول في العبادة صار مُحرِمًا؛ لأَنَّه من بلده ما
نوى الدُّخول في العبادة، ولا نوى الشُّروع في العبادة التي جاءَ أَوْ خرَج من
أَجْلِها، مثل الإِنْسان حينما يخرج من بيته إلى المسجد يريد الصَّلاة، فإنه لا
يكون بهذه النِّيَّةِ داخلاً في الصَّلاة حتَّى يُكبِّرَ تكبيرةَ الإِحْرام، ولذلك
سُمِّيتْ هذه التَّكْبيرةُ تكبيرةَ الإِحْرام؛ لأَنَّها تُحرِّم عليه أَشْياءَ
كانت مباحةً له من قبلُ. فكذلك نِيَّةُ الدُّخول في النُّسُك سُمِّيت إِحْرامًا؛
لأَنَّها تُحرِّم عليه أَشْياءَ كانت مباحةً له قبلَ ذلك، هذا هو الإِحْرام.
وأَمَّا زمانُ الإِحْرام بالحجِّ فهو كما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ ٱلۡحَجُّ أَشۡهُرٞ مَّعۡلُومَٰتٞۚ ﴾ [البقرة: 197]. أي الزمانُ الذي يصحُّ الإِحْرامُ بالحجِّ فيه هو
الصفحة 1 / 698
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد