×
دروس وفتاوى الحج

17- درسٌ في الوقوف بعَرَفَةَ

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربِّ العالمين وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبيِّنا مُحَمَّدٍ وعلى آله وأَصْحابِه أَجْمعين.

يناسب الكلام عن الوقوف بعَرَفَةَ؛ لأَنَّه هو الرُّكْنُ الأَعْظَمُ، وهو الذي سيُؤَدِّيه المسلمون إِنْ شاءَ الله في هذا اليومِ.

قال صلى الله عليه وسلم «الْحَجُّ عَرَفَةُ» ([1])، أَيْ أَنَّ أَعْظمَ أَرْكانِ الحجِّ الوقوفُ بعَرَفَةَ، فهو الرُّكْنُ الأَْعْظمُ من أَرْكان الحجِّ، مَنْ فاته الوقوفُ بعَرَفَةَ فاته الحجُّ، فإِذا مضى وقتُ الوقوفِ مِنْ زوال الشَّمس في اليومِ التَّاسعِ إلى طلوع الفَجْرِ ليلةَ العاشر، ولم يقِف بعَرَفَةَ في هذا الوقتِ، فاته الحجُّ هذه السَّنةَ، فعليه أَنْ يتحلَّل بعمرةٍ، ويقضي حجَّه من العام القادم ويُفْدي، هذا ما يسمُّونه بالفوات.

والدُّعاءُ في يومِ عَرَفَةَ خيرُ الدُّعاءِ، قال: «خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» ([2])، هذا حثٌّ على الإِكْثار من الدُّعاءِ يومَ عَرَفَةَ، فالمسلم يُكثِر من الدُّعاءِ في هذا اليومِ، ويُكرِّر كلمة التَّوحيد: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، يُكرِّرها قولاً وعملاً واعتقادًا، يلازم هذه الكلمةَ ويعرفُ معناها ويعملُ لمقتضاها، وهي كلمةٌ عظيمةٌ.


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (1949)، والترمذي رقم (889)، والنسائي رقم (264)، وأحمد رقم (18774).

([2])أخرجه: الترمذي رقم (3585).