إِلى عَرَفَةَ
صبيحةَ اليومِ التَّاسع، فإِذَا زالت الشَّمْس فإِنَّهم يُصلُّون الظُّهْرَ
والعَصْرَ جَمْعًا وقَصْرًا جَمْعَ تَقْدِيْمٍ، ثُمَّ يتفرَّغون للدُّعاءِ،
والإِكْثارِ مِن دعاءِ الله عز وجل، قال صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُ
الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ
مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ
الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» ([1])، ثم يستمرُّ في
عَرَفَةَ إِلَى أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْس، ثمَّ ينصرف إِذَا غَرُبَتِ الشَّمْسُ
إِلَى مُزْدلِفَةَ.
هذا هو الذي يفعل في
يوم عَرَفَةَ، ويمتدُّ الوُقُوفُ إِلَى طلوع الفَجْرِ، مَنْ جاءَ متأَخِّرًا ولم
يُدْرِكِ النَّهارَ فإِنَّه يقِف باللَّيل.
تَوافُق يوم عرفة يوم الجمعة
السُّؤَال (508): هلْ في توافقِ
يومِ عَرَفَةَ مع يومِ الْجُمُعَةِ فضلٌ خاصٌّ؟
الجوابُ: إِذَا توافق الوُقُوفُ يومَ الجُمُعَةِ اجتمعتِ الفضيلتان، فضيلةُ يومِ الْجُمُعَةِ وفضيلةُ يومِ عَرَفَةَ، فيومُ الْجُمُعَةِ هو خيرُ أَيَّام الأُسْبوع، ويومُ عَرَفَةَ هو خيرُ أَيَّامِ السَّنة، فيجتمع فيه الفضيلتان، أَيْضًا يُوافق الحَجَّةَ التي حجَّها النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فإِنَّه وقَف يومَ الْجُمُعَةِ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد