23- درسٌ في بيانِ عباداتِ الحجِّ
التي هي من ذِكر اللهِ تعالى
بسمِ اللهِ
الرَّحمنِ الرَّحيم، الحمدُ للهِ ربِّ العَالمينَ وصلَّى اللهُ على نبيِّنا محمدٍ
وعلى آلِه وأصحابِه أجمعين.
قال اللهُ تعالى: ﴿وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ فِيٓ
أَيَّامٖ مَّعۡدُودَٰتٖۚ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوۡمَيۡنِ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِ وَمَن
تَأَخَّرَ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِۖ لِمَنِ ٱتَّقَىٰۗ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ
وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّكُمۡ إِلَيۡهِ تُحۡشَرُونَ﴾ [البقرة: 203].
﴿ وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡدُودَٰتٖۚ ﴾ هذه الأيَّامُ المعدوداتُ هي أيَّامُ التَّشريق،
يُضَافُ إليها يومُ العيد، تكونُ أربعةَ أيَّام، ثلاثةُ أيَّام، أيَّامُ
التَّشريقِ ويومُ العِيد، يومُ الحجِّ الأكبر.
أمَّا الأيَّامُ المعلوماتُ المذكورةُ في قولِه تعالى: ﴿ وَأَذِّن فِي ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَجِّ يَأۡتُوكَ رِجَالٗا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٖ يَأۡتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٖ ٢٧ لِّيَشۡهَدُواْ مَنَٰفِعَ لَهُمۡ وَيَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ فِيٓ
أَيَّامٖ مَّعۡلُومَٰتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِيمَةِ ٱلۡأَنۡعَٰمِۖ
فَكُلُواْ مِنۡهَا وَأَطۡعِمُواْ ٱلۡبَآئِسَ ٱلۡفَقِيرَ ﴾ [الحج: 27- 28]. فالمرادُ
بها عشرُ ذي الحِجَّة، إذًا تتواصلُ الأيَّامُ المعلوماتُ مع الأيَّامِ المعدودات،
وتكونُ كلُّها أيَّامَ ذِكرٍ للهِ سبحانه وتعالى.
وقال: ﴿ أَيَّامٖ مَّعۡدُودَٰتٖۚ ﴾ تخفيفًا على النَّاس، حتَّى يَخِفَّ على النَّاسِ
أمرُها من جِهةِ الصَّبرِ على الطَّاعةِ وأداءِ المناسكِ والاطمئنان؛ لأنَّ بعضَ
النَّاسِ يَتَضَايقُ ويَستعجِلُ في أداءِ المناسكِ ويُسرِعُ فيها لأنَّ
الشَّيْطانَ يَحُثُّه على ذلك، وهو جاء من بعيدٍ يُريدُ الخيرَ ويريدُ الأجرَ
والثَّواب، فيَجبُ عليه أنْ يَطْمئِن؛ لأنَّه في خَيرٍ وفي نِعمة.
الصفحة 1 / 698
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد