فالصَّلاةُ الواحدةُ
في المسجدِ الحرامِ بمئةِ ألفِ صَلاة، والطَّاعاتُ والمناسكُ والعباداتُ لا يعلمُ
أجرَها إلا اللهُ سبحانه وتعالى، والحجُّ المبرورُ ليس له جزاءٌ إلا الجَنَّة، قال
صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَتَى هَذَا الْبَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ
يَفْسُقْ رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» ([1])، خيراتٌ كثيرةٌ
وعظيمةٌ فلماذا لا يَطمَئِنُّ المُسلمُ في هذهِ الأيَّامِ ويَحمَدُ اللهَ ويَشكُرُ
الله.
قد أَمَر اللهُ
سبحانه وتعالى عِبادَه الحُجَّاج، وحتَّى غيرَ الحُجَّاج، أنْ يَذكروا اللهَ في
هذه الأيَّام، لكنَّ الحُجَّاجَ يَذكُرون بأداءِ مَناسِكِ الحَج، وغيرَ الحُجَّاجِ
يَذكُرون اللهَ بالتَّكبيرِ أدبارِ الصَّلواتِ الخَمسِ مع الجَمَاعة، يُكبِّرون
ويُكثِرون من التَّكبيرِ في أدبارَ الصَّلواتِ الخَمْسِ مع الجَماعة.
وهناك ذِكرٌ واجبٌ،
وهناك ذِكرٌ مُستَحب؛ الذِّكرُ الواجبُ يكونُ بأداءِ الفَرَائضِ والواجبات
كالصَّلواتِ الخَمْس، وأداءِ زكاةِ الفِطْر، وصَومِ رمضان، وحجِّ بيتِ اللهِ
الحرام، وسائرِ الواجباتِ فإنَّها من ذِكرِ اللهِ عز وجل، ذِكرٌ قَوليٌّ وذِكرٌ
فِعلي، وهناك ذِكرٌ مُستَحَبٌّ وهو الطَّاعاتُ غيرُ الواجبةِ من قَوليةٍ أو
فِعلية، وكلُّ الأعمالِ الصَّالحةِ وكلُّ العباداتِ فإنَّها من ذِكرِ اللهِ عز وجل،
واللهُ عز وجل يقول: ﴿
فَٱذۡكُرُونِيٓ أَذۡكُرۡكُمۡ ﴾ [البقرة: 152].
ويقول ﴿ وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرٗا لَّعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ ﴾ [الأنفال: 45].
ويُثْني على أُولي الألبابِ ﴿ ٱلَّذِينَ يَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ قِيَٰمٗا وَقُعُودٗا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمۡ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلۡقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ
وَٱلۡأَرۡضِ ﴾ [آل عمران: 191].
وذِكرُ اللهِ في هذه
الأيَّامِ المعدوداتِ يَشمَلُ أشياءَ شَرَعها اللهُ في هذه الأيَّام.
أولاً: يكونُ ذِكرُ اللهِ بالنُّزولِ في مِنَى هذه الأيَّام، كما نزَل النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم
([1])أخرجه: البخاري رقم (1819)، ومسلم رقم (1350).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد