21-درسٌ في بيانِ المناسكِ التي تُؤدَّى
في أيَّامِ التَّشريق
بسمِ اللهِ
الرَّحمنِ الرَّحيم، الحمدُ للهِ ربِّ العالَمين والصَّلاةُ والسَّلامُ على
نبيِّنا محمدٍ الصَّادقِ الأمين، وعلى آلِه وأصحابِه ومَن تَبِعَهم بإحسانٍ إلى
يومِ الدِّين أمَّا بعد:
هذه الأيَّامُ
المُبَارَكات، الَّتي هي يومُ عيدِ النَّحر، يومُ الحجِّ الأكْبرِ، وأيَّامُ
التَّشريقِ الثَّلاثة، اليومُ الحادي عَشَر والثَّاني عشَر والثَّالث عشَر، هذه
أيَّامٌ مبارَكات، أيَّامٌ معدودات، كما قال اللهُ جل وعلا: ﴿ وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡدُودَٰتٖۚ ﴾ [البقرة: 203]، هي هذه الأيَّام، والتي يُشرَعُ فيها
أداءُ أغْلبِ مناسكِ الحجِّ، فيُبدأُ فيها رَمْيُ جَمْرةِ العَقبةِ يومَ العيد،
ثمَّ ذبحُ الهَدْيِ لمن يريدُ أنْ يَذبحَ هَدْيًا تطوُّعًا، أو هَدْيًا واجبًا
لحجٍّ أو عُمْرة، إلا أنَّ هَدْيَ التَّطوُّعِ إنَّما يفعلُهُ المُسلِمُ من غيرِ
إلزام، وأمَّا هَديُ التَّمتُّعِ والقِرَان فهو هَديٌ واجبٌ ونُسُك من مَناسكِ
الحجِّ، وهناك نَوعٌ ثالثٌ من أنواعِ الهَدْي وهو: هَدْي الجُبْران، وهو الذي يذبح
لتَرْكِ واجبٍ من واجباتِ الحجِّ، أو فِعْلِ محظورٍ من مَحْظوراتِ الإحْرامِ، وهذا
الأخيرُ ليسَ له وقت، بل وَقتُه من حُدوثِ سببِه.
والأعمالُ التي تعمل
في هذه الأيام هي:
رَميُ جَمْرةِ
العَقَبة، وهي من أوَّلِ ما يَقدُم الحاجُّ إلى مِنَى، يَبدأُ برَمْي جَمْرةِ
العَقَبة؛ لأنَّها تَحيَّةُ مِنَى، ثمَّ بعد ذلك يَذبحُ هَدْيًا إن كانَ معَه
هَدْي، هذا هو الأفْضَل، ثمَّ بعدَ ذلك يَحلِقُ رأسَه أو يُقصِّر، ثمَّ يَتحلل من
إحرامِه ويَلبسُ ثِيابَه ويَتَطيَّبُ بعدَ الرَّمْي والحَلْقِ أو التَّقصير، وإن
نزَلَ إلى مكةَ
الصفحة 1 / 698
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد