16- درسٌ في أَعْمال يومِ التَّرْويَّة، وتجنُّبِ محظورات الإِحْرام،
وما ينبغي للحاجِّ أَنْ يشتغلَ به
بسم الله الرحمن
الرحيم، الحمد لله ربِّ العالمين وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبيِّنا مُحَمَّدٍ وعلى
آله وأَصْحابِه أَجْمعين.
في هذا اليومِ
المباركِ، وهذا المكانِ المباركِ، وهذا البلدِ المباركِ، يومِ الثَّامن من شهر ذي
الحِجَّة، يُسمَّى يومَ التَّرْويَّة؛ لأَنَّ الحُجَّاجَ كانوا في الزَّمان الماضي
يتروُّون فيه الماءَ، يحملون معهم الماءَ لهذا اليوم وما بعده.
أَمَّا في هذا
الزَّمانِ، فقد وُفِّرت المياهُ للحُجَّاج في المشاعر، باهتمام مِنْ وُلاة أُمور
المسلمين في هذا البلدِ، وفَّقهم اللهُ وبارك في جهودهم وأَعْمالِهم.
في صبيحة هذا اليومِ
يجتمع المسلمون في مِنًى، مُحرِمين بالحجِّ، أَوْ بالحجِّ والعمرةِ، مَنْ كان
قارنًا، يجتمعون في هذا اليومِ واللَّيلةِ، ليلةِ التَّاسع يقتدون بالنَّبيِّ صلى
الله عليه وسلم؛ لأَنَّه صلى الله عليه وسلم لمَّا صار في اليومِ الثَّامنِ أَمَرَ
أَصْحابَه الذين تحلَّلوا من إِحْرامِهم أَنْ يُحرِموا بالحجِّ، وأَمَّا مَنْ
كانوا مُحرِمين بالإِفْراد أَوْ بالقِران من الميقات فإِنَّهم باقون على
إِحْرامهم.
ثم توجَّه هو
وأَصْحابُه من مَكَّةَ إلى مِنًى، وأَقام فيها هذا اليومَ، وبات فيها ليلةَ
التَّاسع، صلَّى فيها خمسةَ الفروض: الظُّهْرَ والعَصْرَ والمَغْرِبَ والعِشَاءَ
والفَجْرَ، تُقصَر الرُّباعيَّةُ: الظُّهْرُ والعَصْرُ والعِشَاءُ تُقْصَرُ إلى
ركعتين، وأَمَّا المَغْرِبُ فإِنَّها لا تُقْصَرُ أنها وتر النَّهار، والفجرُ على أَصْلها
باقيةٌ ركعتين، وصلَّى كلَّ صلاةٍ في وقتها، ولم يجمع بل قصُر بلا جمعٍ.
الصفحة 1 / 698
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد