×
دروس وفتاوى الحج

والوقوف بعَرَفَة له وقتٌ زمانيٌّ ووقتٌ مكانيٌّ، والوقتُ الزَّمانيُّ هو كما ذكرنا من زوالِ الشَّمس - وقتِ دخولِ وقتِ الظُّهْرِ - يوم التَّاسع ويستمرُّ إلى طلوع الفَجْرِ، لكنَّ مَنْ وقف بالنَّهار يلزمه البقاءُ إلى أَنْ تغرُبَ الشَّمس، ثم يدفع من عَرَفَةَ إلى مُزْدَلِفَةَ، أَمَّا مَنْ وقَف ليلاً فيكفيه أَدْنى وقتٍ، مَنْ لم يَأْتِ إلى عَرَفَةَ إِلاَّ بعد غروب الشَّمس يكفيه أَدْنى وقتٍ، أَمَّا مَنْ جاءَ إليها قبلَ غروب الشَّمس فيلزمه أَنْ يبقى فيها إلى أَنْ تغربَ الشَّمس، هذا زمان الوقوف.

أَمَّا مكان الوقوف فهو جميع ساحاتِ عَرَفَةَ، كلُّ ما تحُدُّه العلاماتُ الموضوعةُ على حدودها، كلُّ ما كان داخلَ العلامات فهو عَرَفَةٌ، وما كان خارجَ العلامات فهو ليس من عَرَفَةَ، فيجب على الحاجِّ أَنْ يتأَكَّد من موقفه ومنزلِه، هل هو داخلَ حدودِ عَرَفَةَ فيبقى أو خارجَ حدودِ عَرَفَةَ فيلزمه الانتقالُ والدُّخولُ إلى عَرَفَةَ حتَّى يصحَّ وقوفه، وإذا كان داخلَ حدودِ عَرَفَةَ فعليه أَنْ يقِفَ في أَيِّ مكانٍ منها، ليس بلازم أَنْ يذهبَ عند الجبل، أَوْ يصعدَ الجبلَ كما يظُنُّه العوام، الجبل ليس له علاقةٌ بالوقوف أبدًا، وليس هو محلُّ الوقوف، الوقوف في جميع ساحاتِ عَرَفَةَ، قال صلى الله عليه وسلم: «وَقَفْتُ هَا هُنَا، وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ، وَارْفَعُوا عَنْ بَطْنِ عُرَنَةَ» ([1])، وبطن عرنة هو الوادي، وقد وُضِعَتْ علاماتٌ الآن تُبيِّن وتُفصِّل عَرَفَةَ عن غيرها، فلا تخفى على أَحَدٍ الْيومَ - الحمد لله - فما على الحاجِّ إِلاَّ أَنْ يتأَكَّدَ أَنَّه داخلَ حدودِ عَرَفَةَ، وينزل في أَيِّ مكانٍ، ويدعو في أَيِّ مكانٍ، أَمَّا الذين يتجوَّلون ويذهبون وينتقلون ويذهبون إلى الجبل، ويستصحبون النِّساءَ الضعيفاتِ إلى الجبل، هذا كلُّه تعبٌ بلا


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (1218)، عدا قوله: «وَارْفَعُوا عَنْ بَطْنِ عُرَنَةَ».