فائِدةَ، بل هو بِدْعةٌ. فعلى المسلم أَنْ
يُخفِّفَ عن نفسه، وأَنْ يعملَ بما أَرْشد إِليه الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم: «عَرَفَةُ
كلُّها موقفٌ»، ولا يكون بعضُها أَفْضلَ من بعضٍ، كلُّها موقفٌ - الحمد لله -
هذا يجب أن يعرفه المسلم، والدُّعاءُ إذا أراد أَنْ يدعوَ لا يتوجَّه إلى الجبل
كما يظنُّ بعضُ العوام، وإنما يتوجَّه إلى القِبْلة؛ لأَنَّه ليس للمسلمين قِبْلةٌ
إِلاَّ الْكَعْبَةُ، ليس هناك قِبْلةٌ غيرُ الْكَعْبَةِ، في دعائِهم وفي صلواتهم،
وفي عباداتهم، فيتوجَّه إلى الكَعْبَةِ ويرفع يديه ويدعو، قائمًا أو راكبًا أو
جالسًا أو مضطجعًا، يدعو على أَيِّ حالٍ كان، ويكثر من الدُّعاءِ ويكثر من
الذِّكْر في هذا اليومِ العظيمِ، وأَمَّا ما يفعله بعضُ الجُهَّال من التَّعلُّق
بجَبَلِ الرَّحْمَةِ، يذهبون إليه ويصعدون عليه ويتزاحمون عليه، ويأخذون من
تُرابه، ويكتبون على صُخوره، ويتمسَّحون بالعَمود المَبْني عليه، هذا كلُّه من
الجهالات والضَّلالاتِ، وربَّما أَنَّ هذه الأُمورَ تُؤَثِّر على عقيدة المسلم إذا
تعلَّق قلبُه بالجَبَلِ وظنَّ أَنَّ هذه الصُّخورَ فيها بركةٌ، وهذه الأَشْجارَ
التي في الجَبَلِ أَنَّ فيها بركةً، وبعضهم يأتي بوصايا وأوراقٍ من الغائِبين
ويجعلها في هذه الصُّخورِ، يقول: هذه وصايا من المسلمين، كلُّه خُرافاتٌ لا دليلَ
عليها، ولا تنفع أَهْلَها بل تضرُّهم؛ لأَنَّها عملٌ بغير شرعِ الله سبحانه وتعالى.
فالواجب على المسلم أَنْ يتجنَّبَ أَعْمالَ الجُهَّال والعوامِ، وقبل أَنْ يدخلَ في العبادة يقرأُ أَحْكامها وتفاصيلَها من كتُب أَهْلِ العلم، حتَّى يُؤَدِّيَها على بصيرةٍ، ليست حسَب العوائِدِ أَوْ حسَب ما يفعله العوام، أَوْ أَهْلُ الخُرافات. لا، الدِّينُ اتِّباعٌ واقتداءٌ بالرَّسول صلى الله عليه وسلم لأَنَّه صلى الله عليه وسلم حجَّ بالمسلمين وأَدَّى المناسك وقال: «خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ» ([1])،
([1])أخرجه: مسلم رقم (1297).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد