فالمناسكُ تُؤْخَذُ من سُنَّة الرَّسول صلى الله
عليه وسلم لا تُؤْخَذُ من أَفْعال العوام ووصايا الجُهَّال وأَقْوالِ
الخرَّافيِّين لا، هذا ضلالٌ وخطأٌ، وقد يصِل إلى حدِّ الشِّرك، أَوْ على الأَقلِّ
أَنَّه تعبٌ بلا فائِدة، يأْثم صاحبه ولا يُؤْجَر، فإذا أردت الأَجْر والثَّوابَ
تقيَّدْ بالسُّنَّة واعْملْ بالسُّنَّة وأَخْلِصِ النِّيَّةَ للهِ عز وجل، اجْمعْ
في العمل بين أَمْرين:
الأَمْرِ الأَْوَّلِ: الإِخْلاص لله، أَنْ
يكون عملُك للهِ ليس فيه شركٌ ولا رِياءٌ ولا سُمْعةٌ.
الأَمْرِ الثَّاني: اقتداءٌ بالرَّسول
صلى الله عليه وسلم سُنَّةُ الرَّسول هي القُدْوة.
لا تفعل شيئًا
إِلاَّ بعد أَنْ تتأَكَّدَ هلْ هو من السُّنَّةِ أَوْ لا، وإذا كنت لا تدري ولا
تعرف السُّنَّةَ تسأَلُ أَهْلَ العلم، قال تعالى: ﴿ وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ إِلَّا رِجَالٗا نُّوحِيٓ إِلَيۡهِمۡۖ فَسَۡٔلُوٓاْ أَهۡلَ ٱلذِّكۡرِ إِن كُنتُمۡ
لَا تَعۡلَمُونَ ﴾ [النحل: 43]. أَمَّا أَنَّك تبقى في جهلك، أو تقلِّد
فلانا أَوِ الجماعةَ الفُلانيَّةَ أَوِ البلدَ الفُلانيَّ، هذا ليس بصحيحٍ، هذا
دينٌ، الدِّينُ لا يُفْرَطُ فيه، الدِّينُ لا يُؤَدَّى إِلاَّ على وجهٍ صحيحٍ
حتَّى يكون دينًا صحيحًا، هذا هو المطلوب، أنت لو أردت أَنْ تشتريَ بيتًا أَوْ
أَرْضًا أَوْ سيارةً، وأنت لست من أَهْل الخِبْرة، فإِنَّك تذهب وتَسْأَلُ أَهْلَ
الخِبْرة عن هذا البيتِ، عن هذه الأَرْضِ، عن هذه السَّيارةِ، هل هي صالحةٌ أَوْ
ليست صالحةً، هل قيمتها مناسبة؟، هذا في أُمور الدُّنْيا، فكيف في أُمور الدِّين،
تَسْأَلُ أَهْلَ العلم، هل هذا عملٌ صحيحٌ؟ وهل هذا عملٌ غيرُ صحيحٍ؟ هلْ هذا
سُنَّةٌ؟ هلْ هذا بِدْعةٌ؟ تَسْأَلُ أَهْلَ العلم الذين يدلُّونك على الصَّواب.
قال تعالى: ﴿
فَسَۡٔلُوٓاْ أَهۡلَ ٱلذِّكۡرِ إِن كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ ﴾ [النحل: 43] وأَهْلُ الذِّكْر هم أَهْلُ العلم، قال: ﴿ إِن كُنتُمۡ لَا
تَعۡلَمُونَ ﴾ [النحل: 43]
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد