×
دروس وفتاوى الحج

 أَمَّا الذي يعلم فإِنَّه يعمل بعلمه، وأَمَّا الذي لا يعلم فليس له عُذْرٌ بأَنْ يسأَلَ أَهْلَ العلم، ولا يقول أَنَا لستُ بعالم، إذا كنتَ لستَ بعالمٍ فاسْأَلْ أَهْلَ العلم، إن كنت تعلم اعْملْ بعملك، وإِنْ كنتَ لا تعلم اسْأَلْ أَهْلَ العلم، فأنت لستَ معذورًا أبدًا أن تمشي على العوائِدِ وعلى فُلانٍ وعلاَّنٍ وتقول: هذا هو عمل النَّاس، النَّاسُ لا ينفعونك يوم القيامة، يومُ القيامة إنما تُسأَلُ عن عملك، تُسأَلُ عن رسولك هل اتَّبعتَه أَوْ لا، يُسْأَلُ الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم يوم القيامة هل بلَّغْتَ أَوْ لا، فيقول: بلَّغْتُ ﴿ فَلَنَسۡ‍َٔلَنَّ ٱلَّذِينَ أُرۡسِلَ إِلَيۡهِمۡ وَلَنَسۡ‍َٔلَنَّ ٱلۡمُرۡسَلِينَ [الأعراف: 6]. الله سبحانه وتعالى يَسْأَلُ الرُّسُلَ يومَ القيامة، ويَسْأَلُ المُرْسَلَ إليهم يومَ القيامة، ولا يبقى لأَحَدٍ حُجَّةٌ أَمَامَ الله ﴿ رُّسُلٗا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ٱللَّهِ حُجَّةُۢ بَعۡدَ ٱلرُّسُلِۚ [النساء: 165]. فالله بيَّن لنا كيف نعبده في الحجِّ وغيرِه، على لسان رسوله مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم. يمكن أَنْ تقول: هذا زمانٌ مضى، الرَّسول مات، ليس موجودًا، نقول: سُنَّةُ الرَّسول موجودةٌ، كأَنَّه حيٌّ، وقد أَوْصى فقال: «فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ فَتَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([1])، وقال: «إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُمَا: كِتَابَ اللهِ وَسُنَّتِي» ([2])، - الحمد لله - الخيرُ موجودٌ، كأَنَّ


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (42)، وأحمد رقم (17144).

([2])أخرجه: الدارقطني في (سننه) رقم (149)، والبزار في (مسنده) رقم (8993)، والبيهقي رقم (20124).