×
دروس وفتاوى الحج

 سَيِّ‍َٔاتِكُمۡ وَنُدۡخِلۡكُم مُّدۡخَلٗا كَرِيمٗا [النساء: 31]، وبدليلِ قولِه صلى الله عليه وسلم: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ» ([1])، فالكبائِرُ لا تُكفَّرُ إلا بالتَّوبة، وأمَّا الصَّغائِرُ من الذُّنوبِ فإنَّها تُكفَّرُ بالأعمالِ الصَّالحةِ كالعُمرةِ والصَّلواتِ الخَمْس والجُمُعة ورَمَضان والحَج، كما قال تعالى:﴿ وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ طَرَفَيِ ٱلنَّهَارِ وَزُلَفٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِۚ إِنَّ ٱلۡحَسَنَٰتِ يُذۡهِبۡنَ ٱلسَّيِّ‍َٔاتِۚ ذَٰلِكَ ذِكۡرَىٰ لِلذَّٰكِرِينَ [هود: 114]. وقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا» ([2])، فالأعمالُ الصَّالحةُ يُكفِّرُ اللهُ بها السَّيئات الصَّغائر وأمَّا الكبائرُ فإنَّها لا تُكفَّر إلا بالتَّوبةِ بنصِّ القرآنِ ونصِّ السُّنةِ الثَّابتةِ عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم والحجُّ المبرورُ اختلفَ العلماءُ في تفسيرِه، فمِنهم من فسَّره بقولِه صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَجَّ لِلهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» ([3])، فالحَجُّ المَبْرورُ هو الذي يَسلَمُ صاحبُه من الذُّنوب في أثناءِ الحج، فلا يحصُلُ منه سيئاتٌ في أثناءِ الحَج، بل تكونُ أعمالُه أثناءَ الحجِّ أعمالاً صَالحة فإنَّ عملَه يُسمَّى مبرورًا، من البِر وهو: الطَّاعة والصِّدق، وقيل: الحجُّ المبرورُ هو الذي يُؤدَّى كاملاً بأركانِه وواجباتِه وسُننِه فلاَ يَنقُصُ منه شَيء، بل يُوفِّيه صاحبُه كما قال تعالى: ﴿ وَأَتِمُّواْ ٱلۡحَجَّ وَٱلۡعُمۡرَةَ لِلَّهِۚ [البقرة: 196]، فالحَجُّ المبرورُ هو التَّامُّ الذي لا يَنقُص منه شيء. وقيل الحجُّ المبرور: هو الذي يَرجِعُ صاحبُه منه أحسنَ حالاً ممَّا كان قبلَه، فيَرجِع وقد استقامَ على الطَّاعة، وقد اهتدَى إلى الصَّلواتِ وأثَّر فيه الحجُّ تأثيرًا حسنًا فتغيَّر


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (233).

([2])أخرجه: الترمذي رقم (1987)، والدارمي رقم (2791)، وأحمد رقم (21354).

([3])أخرجه: البخاري رقم (1819)، ومسلم رقم (1350).