سُلوكُه، فرَجَع من
الحَجِّ تائبًا إلى اللهِ مُعتدلاً أحسنَ من حالِه قبلَ أنْ يحُج، هذه علامةُ
الحجِّ المبرور.
وعلى كلِّ حالٍ
الحجُّ المبرورُ هو الذي يَتقبَّله اللهُ سبحانه وتعالى بأنْ يكونَ خالصًا لوجهِه،
وصَوابًا على سُنَّةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم هذا هو الحَجُّ المبرورُ
وثوابُه الجنَّة، ليسَ له جزاءٌ إلا الجَنة، والجنَّةُ هي أعلى المَطَالب، ليسَ
هناك شَيء أحسن من الجَنَّة، إلا النَّظر إلى وجهِ الله، فالجَنةُ فيها السُّرورُ
والنَّعيم، وفيها الدَّوام والخُلود، فالجَنةُ هي أعلى المَطلوباتِ فمَن أعطاه
اللهُ الجنَّة فقد سَعِد سَعادةً لا يَشقَى بعدَها أبدًا، فإذا كان حجُّه مبرورًا
أعطاه اللهُ الجنَّة.
وهذا ممَا يُؤكِّد
على العبدِ أنْ يحرِصَ على حجِّه وأنْ يُتقنَه من المُؤثِّرات والمخالفات، وأنْ
يستفيدَ منه ويَرجِع إلى بلدِه وهو مُستقيمٌ على طاعةِ الله عز وجل، تائبٌ إلى
اللهِ عز وجل. والجَنةُ فضل من الله جل وعلا لا تدرك بالأعمال، وإنما الأعمال سبب
لدخولها إلا موجبة لدخولها كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ
يَدْخُلُ أَحَدٌ مِنْكُمُ الْجَنَّةَ بِعَمَلِهِ»، قَالُوا: وَلاَ أَنْتَ يَا
رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «وَلاَ أَنَا، إِلاَّ أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللهُ مِنْهُ
بِرَحْمَةٍ وَفَضْلٍ» ([1])، فالمسلمُ إذا عمِل
السَّببَ وأطاعَ اللهَ ورسولَه فإنَّ اللهَ قد وعدَه بالجَنة، والله جل وعلا لا
يُخلِف وعدَه، يُعطيه ما لا عينٌ رأتْ ولا أُذنٌ سمِعَتْ ولا خَطَر على قلبِ
بَشَر.
فالواجِبُ على المسلمِ أنْ يُصلِحَ أعمالَه، ويُتقِنَها ويُؤديَها على الوجهِ المشروع، وأن يُحافظَ عليها من الأشياءِ التي تُؤثِّر فيها أو تُبطلُها،
([1])أخرجه: البخاري رقم (5673)، ومسلم رقم (2816).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد