قال تعالى: ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ
ٱلرَّسُولَ وَلَا تُبۡطِلُوٓاْ أَعۡمَٰلَكُمۡ
﴾ [محمد: 33]؛ فإنَّ
بعضَ النَّاسِ أو كثيرًا من النَّاسِ قد يعملُ أعمالاً صالحة، ولكن يُسلِّط عليها
ما يُفسدُها ويُبطِلها أو ينقصها، وأعظمُ ما يُبطِلُ الأعمالَ الشِّركُ باللهِ عز
وجل، قال اللهُ سبحانه وتعالى: ﴿ وَلَقَدۡ أُوحِيَ إِلَيۡكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكَ لَئِنۡ
أَشۡرَكۡتَ لَيَحۡبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ ﴾ [الزمر: 65]. فمَن دعا غيْرَ اللهَ، أو ذبحَ لغيرِ
الله، أو نذَرَ لغيرِ الله، أو استغاثَ بالأمواتِ، أو لجأَ إلى القبورِ لتَفريجِ
الكُرُباتِ وإزالةِ الشَّدائد؛ فإنَّه مُشركٌ باللهِ الشِّركَ الأكبر، وليسَ له
حجٌّ ولا صلاةٌ ولا عمل حتى يتوبَ إلى اللهِ سبحانه وتعالى ويُخلِصَ الطَّاعةَ لله
عز وجل.
وكذلك ممَّا يُفسِدُ
العملَ المَنُّ به والإعجابُ به، بأنَّ الإنسانَ قد يُعجَبُ بعملِه ويُعجَب بنفسِه
ويتكبَّر على اللهِ ويَتمنن على اللهِ بأنَّه عمِل كذا، وأنَّه عمِل كذا، قال
اللهُ سبحانه وتعالى: ﴿
يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُبۡطِلُواْ صَدَقَٰتِكُم
بِٱلۡمَنِّ وَٱلۡأَذَىٰ ﴾ [البقرة: 264]،
فالذي يمُنُّ بعملِه ويُعجَبُ به فهذا سَببٌ لبُطلانِ عملِه، والذي يرى نفسَه
مُقصِّرًا في حقِّ اللهِ عز وجل؛ فإنَّ اللهَ يقبلُ منه لأنَّ هذه صفةُ المُتقين،
واللهُ جل وعلا يقول: ﴿
إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلۡمُتَّقِينَ ﴾ [المائدة: 27]، وقال سبحانه: ﴿ وَٱلَّذِينَ يُؤۡتُونَ مَآ ءَاتَواْ وَّقُلُوبُهُمۡ وَجِلَةٌ
أَنَّهُمۡ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ رَٰجِعُونَ ٦٠ أُوْلَٰٓئِكَ
يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِ وَهُمۡ لَهَا سَٰبِقُونَ ﴾ [المؤمنون: 60- 61]،
يُؤتون ما آتَوا من الأعمالِ الصَّالحةِ وقلوبُهم وَجِلةٌ خائفةٌ من الله، لا
يقولون نحن عمِلْنا وعمِلْنا ما علينا خَوف، الإنسانُ لا يَأمنُ على نفسِه بل
يَعتبِر نفسَه مُقصِّرًا في حقِّ اللهِ ولا يَدري هل تُقُبِّل منه أم لا؟ لأنَّ
اللهَ جل وعلا يقول: ﴿
إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلۡمُتَّقِينَ
﴾ [المائدة: 27]،
فالمسلمُ يَعتبرُ نفسَه مُقصِّرًا مهما عَمِل من الأعمال، وإذا اعتبرَ نفسَه
مُقصِّرًا بعثَه ذلك على التزُّودِ من
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد