أعمالِ المسلمِ من حجٍّ وغيرِه؛ فإنَّها إذا اختلتِ
العقيدةُ اخْتلتِ الأعمالُ إمَّا بالبُطلانِ وإمَّا بالنَّقصِ الظَّاهرِ حسْبَ
نوعيةِ الخَللِ الذي يقعُ في العَقيدة، ولذلك اهتمَّ بها الرُّسل - عليهم
الصَّلاةُ والسَّلام - فكان أوَّلُ ما يَبدؤُون به دعوتَهم إصلاحِ العقيدة؛
لأنَّها هي الأساس، ثُمَّ يُطالبون الأُممَ بعدَ ذلك بالأعمالِ والعبادات، فإذا
صحَّتِ العقيدةُ طالبوا الأُممَ ببقيَّةِ الشَّرائع.
والحَجُّ بالذات، قال اللهُ تعالى: ﴿ وَأَتِمُّواْ ٱلۡحَجَّ وَٱلۡعُمۡرَةَ لِلَّهِۚ ﴾ [البقرة: 196]. فدلَّتِ
الآيةُ على أنَّ الحجَّ والعُمرةَ لا يصِحَّانِ إلا بشَرطين كسائرِ الأعمال:
الشَّرط الأوَّل: الإتمام. ﴿ وَأَتِمُّواْ ﴾ [البقرة: 196].، والإتْمام معناه: الإتيانُ بالعبادةِ على الوَجْهِ المشروعِ خاليةً من البِدع والمُحدَثاتِ والخُرَافاتِ التي ما أنزلَ اللهُ بها من سلطان، هذا هو الإتمام، والمُتابعةُ تكونُ للرَّسولِ صلى الله عليه وسلم في أداءِ العبادةِ بأنْ يُعبدَ اللهُ على وِفْق ما جاء به الرَّسول صلى الله عليه وسلم لا يُحدِث شيئًا من عندِه أو يُقلِّد من أحدَثَ شيئًا في العبادةِ لم يأتِ به رسولُ الله صلى الله عليه وسلم كما قال: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([1])، وقال صلى الله عليه وسلم: «فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ فَتَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([2]). وفي رواية: «وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ» ([3])، فهذا معنى: ﴿ وَأَتِمُّواْ ﴾ [البقرة: 196].
([1])أخرجه: مسلم رقم (1718).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد