وكذلك من معنى الإتمام أيضًا: الإتقان، إتقان العبادة
بأن لا يقع فيها خلل بأن لا يترك شرطًا من شروطها أو ركنًا من أركانها أو واجبًا
من واجباتها، بل يتم العبادة بأركانها وشروطها وواجباتها ويحسنها بالسنن والنوافل
المكملة؛ فإن تكميل العبادة على توعين: تكميل واجب، وتكميل مستحب.
فأداءُ الوَاجباتِ وتَجنُّبُ المُحرَّماتِ هذا تكميلٌ
واجِب، والإتيانُ بالمُستَحبَّات والسُّننِ وتركُ المَكْروهات من الإكمالِ
المُستَحَب، وهذا كلُّه يدخُلُ في قولِه تعالى: ﴿ وَأَتِمُّواْ ﴾ [البقرة: 196].
والحجُّ: هو قَصْدُ البيتِ العتيقِ لأداءِ العبادةِ
حولَه من طوافٍ وسَعْيٍ ووقوفٍ بالمشاعر، هذا هو الحجُّ: القَصْد، وهو قَصْدُ
البيتِ في وقتٍ مُعيَّن على صفةٍ معيَّنةٍ مخصوصة.
ثُمَّ قال سبحانه: ُ﴿ لِلَّهِۚ﴾، [البقرة: 196].
وهذا هو الشَّرطُ الثَّاني لقَبُولِ العبادة، الشَّرط الأوَّل: المُتابَعةُ للرَّسولِ صلى الله عليه وسلم فيها وخُلُوها من البِدعِ والمُحدَثات، والشَّرط الثَّاني: أن تكونَ لله، يعني خالصةً لوجهِ اللهِ سالمةً من الشِّركِ الأكبرِ والأصغرِ والرِّياءِ والسُّمعةِ وطلبِ الدُّنيا وطلبِ الثَّناءِ والمدحِ وغيرِ ذلك من المقاصدِ التي هي لغيرِ اللهِ -تعالى-؛ فإنَّ اللهَ لا يَقبلُ إلا ما كان خالصًا لوجهِه، أمَّا ما وقعَ فيه شِرك فإنَّ اللهَ لا يَقبلُه، كما جاء في الحديث القدسي: «قَالَ اللهُ: أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ» ([1]). وفي رواية: «فَهُوَ لِلَّذِي أَشْرَكَ، وَأَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ» ([2]).
([1])أخرجه: مسلم رقم (2985).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد