×
دروس وفتاوى الحج

 ﴿ فَإِذَآ أَفَضۡتُم مِّنۡ عَرَفَٰتٖ [البقرة: 198]. عَرَفَةُ وعَرَفَاتٌ بمعنًى واحدٍ، مكانُ الوقوف هو عَرَفَةُ.

ثالثًا: الإفاضة إلى مُزْدَلِفَةَ وهي المَشْعَرُ الحَرَامُ، فيبيت فيها ليلة العاشر، وهذا من مناسك الحجِّ التي قال الله تعالى:﴿ فَإِذَآ أَفَضۡتُم مِّنۡ عَرَفَٰتٖ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ عِندَ ٱلۡمَشۡعَرِ ٱلۡحَرَامِۖ [البقرة: 198] فمن ترك المَبِيْتَ بمُزْدَلِفَةَ ليلة العاشر، فإنه ترك منسكًا من مناسك الحجِّ، لا يُعْذَرُ بتركه إلا بعُذْرٍ شرعيٍّ لم يُمكِّنْه من المَبِيْتِ، أَمَّا أنه يترك المَبِيْتَ بدون عذرٍ شرعيٍّ فهذا ترك منسكًا من مناسك الحجِّ.

رابعًا: الإفاضة من مُزْدَلِفَةَ إلى مِنًى لا تكون إلا بعد المَبِيْتِ بمُزْدَلِفَةَ، أَنْتَ حاجٌّ فلا بدَّ أن تتمشى على ما شرَع اللهُ فتُفيض إلى مِنًى، وتنزل في مِنًى إذا أَمْكن أَنْ تحصلَ على مكانٍ في مِنًى فلا يَسَعُكَ إلا أَنْ تنزلَ فيها، وإذا لم تجدْ منزلاً في مِنًى فإنك تنزل في طرف الحُجَّاج القريبين من مِنًى، تنصِب خيمتَك في طرف خِيامِ الحُجَّاج التي تتَّصل بمِنًى لأن هذا منتهى قدرتك، قال تعالى: ﴿ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ [التغابن: 16]. وهذا من إِتْمامِ المناسك، المَبِيْتُ فيها واجبٌ والبقاءُ فيها في النَّهار مستحبٌّ، أَنْتَ في عبادة فتكون في مِنًى هذه الأَيَّامَ، ولا تُفْرِط وتذهب عند المكيِّفات في البيت، أنت حاجٌّ يا أخي فاصبر هذه الأَيَّام، اصبر على الشَّعْثِ، واصبر على الغُبار، واصبر على الحرِّ، أنت حاجٌّ فتبقى في مِنًى أو قريبًا من مِنًى متَّصلاً مع الحُجَّاج إذا لم تجدْ مكانًا في مِنًى، هذا من إِتْمام المناسك.

خامسًا: ورميُ الجِمارِ له وقتٌ وله مكانٌ، فوقتُ جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ يبدأُ من منتصف اللَّيل ليلة النَّحر إلى غروب الشَّمس من يوم العيد، 


الشرح