وانتقلَ إلى أرضِ
الشَّام، ووضَع ذُريَّتَه هناك في فلسطين، ثُمَّ أمرَه اللهُ أنْ يضَعَ بعضَ
ذُريتِه في مكَّة، فجاء بهاجَرَ وإسماعيلَ ابنِها وكان صغيرًا جاء بهم ووضَعَهم في
مكة. وكانت في ذلك الوقتِ واديًا لا شَيْءَ فيه، وليس فيه سُكَّان، وليس فيه ماءٌ،
وليس فيه طَعام، فوضَعها هي وابنَها الصَّغيرَ تُرضِعُه في هذا الوادي.
ثُمَّ إنَّه انصرفَ
مُولِّيًا إلى أرضِ الشَّام فقامتْ إليه تقول له: إلى مَن تَتْرُكنا هاهنا؟ ولا
يُجيبُها ولا يَلتفِتُ إليها، وكان وضَع عندها جِرابًا من التَّمرِ وسِقاءً من
الماءِ ثُمَّ ترَكَها وولَّى. فقالت: إلى من تَترُكُنا في هذا الوادي؟ فلم
يُجِبْها ثُمَّ كرَّرَت عليه فلم يُجِبْها. قالت: آللهُ أمَرَك بهذا؟ قال: نَعم.
قالتْ: إذًا لا يُضَيعنا.
فاطمأنتْ لمَّا
علِمَت أنَّ هذا بأمرِ اللهِ سبحانه وتعالى وآمَنتْ أنَّ اللهَ جل وعلا لا
يُضَيِّعُها هي وابنَها.
ثُمَّ جعلتْ تُرضِع
الطِّفلَ وتَشربُ من السِّقاءِ إلى أن نفدَ ما معها ولم يَبقَ معها شَيء، والطِّفل
عَطِشَ وصار يَتَلمظ من العَطشِ وليسَ معها شيء.
ذهبَتْ إلى أقربِ
جبلٍ يَليها وهو الصَّفا فصَعِدَتْ عليه تنظرُ لعلَّ حولَها أحدٌ فلم ترَ أحدًا
ثُمَّ نزلَتْ من الصَّفا وذهبتْ إلى الجبلِ الثَّاني المُقابِل له وهو المَروةِ
لأنَّ الواديَ بيْنَ جَبَلين، جبلِ الصَّفا وجبلِ المروةِ وصَعدت على المَروةِ
وتَلفَّتَتْ يمينًا وشِمالاً لعلَّها ترى أحدًا فلم ترَ أحدًا، ثُمَّ نزلَت وذهبتْ
إلى الصَّفا إلى أنْ أكملَتْ سبعةَ أشواطٍ بين الصَّفا والمَروة، وفي الشَّوطِ
السَّابعِ لما صَعدتِ المروةَ وتَلفَّتَتْ يَمينًا وشِمالاً سَمِعتْ صَوتًا،
فقالت: أَغِثْ إن كنتَ مُغِيثًا، فإذا جبريلُ عليه السلام
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد