يبحثُ بجَنَاحِه عندَ مكانِ الكعبةِ في موضِع
زمزم فنبَعَ ماءُ زَمْزم برَكضَةِ جِبريلَ عليه السلام فجعلَتْ تَغرِفُ من الماءِ
وتَسقي الطِّفلَ تَحجُر الماءَ لئلاَّ يَسيحَ فبينَما هي كذلك إذْ بباديةٍ
مُقبِلةٍ على طريقِ البدو الذين يَرحَلون ويَنزِلون، فرَأَوا الطُّيورَ تدورُ على
هذا المكانِ فقالوا: هذه الطُّيورُ تدورُ على ماءٍ وليسَ عَهْدُنا أنَّ هذا
المكانَ فيه ماء، فجاؤُوا إلى المكانِ فوجدُوا الماءَ ووجدوا المرأةَ ووجَدوا
طفلَها فاستأذنُوها أنْ يَنزِلوا في هذا المكانِ عند هذا الماءِ فقالت: نعم، لكن
بشرطِ ألاَّ يكونَ لكم في الماءِ حق، يعني ليسَ لكم مِلكيَّةٌ في الماء، لكنْ
تشربون منه فقبلوا على هذا الشَّرطِ ونزلوا فحصَل عندَها جيرانُ وذهبَ عنها الخوفُ
وأنِسَت بالجيرانِ حولَها.
ثُمَّ إنَّ إسماعيلَ
عليه السلام كَبِر وتزوَّجَ من هذه البَادية - بادية جُرْهُم - وإذا بإبراهيمَ
عليه السلام يأتي مرَّة ثَانية، ثُمَّ رجَعَ لمَّا اطْمأنَّ عليهم، ثُمَّ جاء
المَرَّةَ الثَّالثة وعند ذلك وجَدَ إسماعيلَ عليه السلام جالسًا عندَ شجرةٍ
فعرَفَه أي عرَفَ أنَّه أبوه فقام إليه وسَلَّم عليه واستقبله اسْتقبالَ الابنِ
لأَبيه مُحْتفيًا به وعندَ ذلك قال إبراهيمُ لإسماعيل: إنَّ اللهَ أَمَرني أنْ
أبنِيَ بيتًا هاهنا، وتُسَاعِدني، قال: نعم وأساعدك، فاللهُ جل وعلا بيَّن
لإبراهيمَ مكانَ البيت، وكان على أَكمَةٍ مرتفعةٍ في الوادي أراه اللهُ مكانَه.
قال تعالى: ﴿
وَإِذۡ بَوَّأۡنَا لِإِبۡرَٰهِيمَ مَكَانَ ٱلۡبَيۡتِ ﴾ [الحج: 26].
واختلَفَ العلماءُ
هل كان البيتُ موجودًا من قبلُ ثُمَّ إنَّه انهدمَ وإبراهيمُ أعاده؟ أو أنَّ
بدايتَه من بناءِ إبراهيمَ عليه السلام على قولين، لكن ظاهرُ قولِه تعالى: ﴿ وَإِذۡ بَوَّأۡنَا
لِإِبۡرَٰهِيمَ مَكَانَ ٱلۡبَيۡتِ ﴾ [الحج: 26]. أنَّه كان موجودًا من قبل لكِنْ طَمَرَتْه
السُّيولُ واختفى البيتُ ثُمَّ إنَّ اللهَ جل وعلا
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد