وقال: «وَإِيَّاكُمْ
وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ
ضَلاَلَةٌ» ([1])، وفي رواية «وَكُلَّ
ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ» ([2]).
الرُّكنُ الثَّاني: إقام الصَّلاةِ
فإذا تَحقَّق وجودُ الرُّكنِ الأوَّل فإنَّه يأتي بالرُّكنِ الثَّاني وهو إقامُ
الصَّلاة، وهي خمسُ صَلواتٍ في اليومِ والليلة، فَرَضَهنَّ اللهُ على العباد، وقد
فُرِضتِ الصَّلاةُ قبلَ الهجرةِ في ليلةِ المِعْراج، ولمَّا عُرِج بالنَّبِي صلى
الله عليه وسلم إلى السَّماوات فرَضَ اللهُ عليه الصَّلواتِ الخَمس، وصلَّى رسولُ
اللهِ صلى الله عليه وسلم وصلَّى المسلمون معه بمكَّة قبلَ الهجرة، وكما في حديثِ
مُعاذ لما بعثَه صلى الله عليه وسلم إلى اليَمن قال: «إِنَّكَ تَأْتِي قَوْمًا
مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ
اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ، فَأَعْلِمْهُمْ
أَنَّ اللهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ»
([3])، فجاءتْ فَرْضيَّةُ
الصَّلاةِ بعدَ التَّوحيد، وجاءتْ فَرْضِيتُها من ناحيةِ التَّوقيتِ الزَّمَني
قبلَ الهِجرة.
وأمَّا الزَّكاةُ
والصِّيامُ والحَج: فقد فُرِضَتْ هذه الأركانُ على النَّبِي صلى الله عليه
وسلم بعدَ الهجرة.
ففُرِضت عليه
الزَّكاةُ في السَّنةِ الثَّانية من الهجرة، قال اللهُ جل وعلا: ﴿ خُذۡ مِنۡ أَمۡوَٰلِهِمۡ صَدَقَةٗ تُطَهِّرُهُمۡ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيۡهِمۡۖ إِنَّ
صَلَوٰتَكَ سَكَنٞ لَّهُمۡۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
﴾ [التوبة: 103]،
وقال تعالى: ﴿
وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَۚ ﴾ [البقرة: 110]، وهي قرينةُ الصَّلاةِ في كثيرٍ من
الآيات.
وفُرِضَ عليه صيامُ رمضانَ أيضًا في السَّنةِ الثَّانية من الهِجرة.
([1])أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (46).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد