السُّؤَال (913): ما حكم السفر لزيارة قبر
النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وما صِحَّةُ حديث: «مَنْ حَجَّ وَلَمْ يَزُرْنِي
فَقَدْ جَفَانِي»، وهل لا بُدَّ من زيارة قبر النبيِّ صلى الله عليه وسلم، بعد
الحَجِّ؟
الجواب: يسافر المسلم من
أجل المسجد والصلاة فيه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي
هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ إِلاَّ
الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ» ([1]).
فيسافر المسلم
لقَصْدِ زيارةِ المسجد النَّبوِيِّ لقوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ تُشَدُّ
الرِّحَالُ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ: الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ،
وَمَسْجِدِي هَذَا، وَالْمَسْجِدِ الأَْقْصَى» ([2])، فدَلَّ على أنَّ
السفر إنَّما هو لزيارة المَسْجِدِ والصلاة فيه، وتَدْخُلُ زِيَارَةُ قبرِ النَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم، تَبَعًا لزيارة المَسْجِدِ، فإنْ زَارَ المَسْجِدَ وَصَلَّى
فيه فإنَّه يُسَلِّمُ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وعلى صاحِبَيْهِ، كذلك
يزور البَقِيعَ ويُسَلِّمُ على الأموات من الصحابة وغيرهم، ويزور الشهداء في
أُحُدٍ ويُسَلِّمُ عليهم ويَدْعُو لهم، الزِّيَارَةُ الشَّرْعِيَّةُ. أمَّا السفر
لأَجْلِ القَبْرِ هذه بِدْعَةٌ ووسِيلَةٌ من وسائِلِ الشِّرْكِ.
وأمَّا حديثُ: «مَنْ حَجَّ وَلَمْ يَزُرْنِي فَقَدْ جَفَانِي» ([3])، فهذا حديثٌ مَوْضُوعٌ لا صِحَّةَ له وليس له سَنَدٌ، وقد ذكر العلماء أنَّ كُلَّ حديثٍ في خُصُوصِ زيارةِ قَبْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فهو غيرُ صحيحٍ، فهو إمَّا موضوعٌ وإمَّا ضعيفٌ شديدُ الضَّعْفِ لا يُحْتَجُّ بِهِ. وإنَّما الزيارة لمَسْجِدِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم، ولا يسافر لأجل زيارة القبور، لا قبر النبي صلى الله عليه وسلم، ولا قبور الأولياء، ولا الصالحين، لا يسافر لزيارة القبور أبدًا.
([1])أخرجه: البخاري رقم (1190)، ومسلم رقم (1394).
الصفحة 2 / 698
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد