×
دروس وفتاوى الحج

أو جاء من بلدِه ليُفسِد أو جاء من بلدِه ليَسرِقَ الحَجيج، أو ليَنشِلَ الحَجِيج، أو ليُروِّع الحَجِيج؛ فإنَّ اللهَ له بالمِرصاد ﴿ وَمَن يُرِدۡ فِيهِ بِإِلۡحَادِۢ بِظُلۡمٖ نُّذِقۡهُ مِنۡ عَذَابٍ أَلِيمٖ [الحج: 25]. فعُقوبةُ من يُسِيء في الحَرمِ عقوبةٌ مغلَّظةٌ أكثر، فالسَّيئاتُ لا تُضاعَفُ مثل الحَسَنات، لكنْ تُغلَّظُ عُقوبتُها تغليظًا لا يَعلمُه إلا الله.

فيَجبُ احترامُ هذا الحرمِ الذي حرَّم اللهُ سبحانه وتعالى، واحترامُ أهلِه، واحترامُ المسلمين فيه؛ لأنَّه مَجْمعُ المسلمين من أقطارِ الأرض، كلُّهم جاؤوا يُريدون ثوابَ اللهِ ورضوانَه، فيَجبُ أنْ يُوفَّرَ لهم الأمنُ ويُوفَّر لهم ما يُريحُهم، وتَحرُمُ أذِيتُهم أو الاعتداءُ عليهم بأيِّ نوعٍ من أنواعِ الاعتداء.

ومن فضائلِ الحَرمِ أنَّ اللهَ جعل حجَّه فَرضًا على المسلمين بأنْ يَحُجَّ كل سَنة، فَحَجُّه كل سنةٍ فرضُ كفايةٍ على عمومِ المسلمين لا بُدَّ أنْ يَحُجُّوه كلَّ سنة، أمَّا بالنسبةِ للأفرادِ فالحجُّ مرَّةً واحدةً في العُمرِ على المُستطيع ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلۡبَيۡتِ مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَيۡهِ سَبِيلٗاۚ [آل عمران: 97]، ولا يجوزُ لأحدٍ أنْ يَصُدَّ الناسَ عنه ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ [الحج: 25]، فلا يجوزُ أنْ يُصَد الناسُ عنه، بل يُمكَّنون من حجِّه، ويُسهَّل طريقُهم إليه، إلا من أظهرَ عُدوانَه وأظهرَ شرَّه؛ فإنَّه يُمنَع من الحَج؛ كفًّا لشرِّه وعدوانِه، وأمَّا مَن جاء يُريدُ وجهَ اللهِ قاصِدًا وجهَ اللهِ فاللهُ - تعالى - قال: ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُحِلُّواْ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ وَلَا ٱلشَّهۡرَ ٱلۡحَرَامَ وَلَا ٱلۡهَدۡيَ وَلَا ٱلۡقَلَٰٓئِدَ وَلَآ ءَآمِّينَ ٱلۡبَيۡتَ ٱلۡحَرَامَ يَبۡتَغُونَ فَضۡلٗا مِّن رَّبِّهِمۡ وَرِضۡوَٰنٗاۚ [المائدة: 2].


الشرح