المُصَلُّون، وكلُّ
صلاةٍ بمئةِ ألفِ صَلاة، هذه أجورٌ عظيمةٌ يرجِعُ بها المسلمُ زيادةً في حسناتِه
وزيادةً في أعمالِه الصَّالحة، لا تَتصَوَّر أنَّ الحجَّ مُجرَّدُ رحلةٍ أو
مُجرَّدُ اطلاعٍ على البلاد، هذه نَظرةُ الذين لا يَعرِفون دينَهم، إنَّما
تَعْتَبِر هذا الحَجَّ من حينِ خروجِك من بيتِك إلى أنْ ترجِعَ إليه وأنتَ في
حسناتٍ وتكفيرِ سيِّئات، وفي عبادةٍ، في طاعةِ اللهِ عز وجل، فهذه أعظمُ نعمةٍ
يُنعِمُ اللهُ بها على عبدِه.
ومن منافعِ الحَج: ما يحصُلُ به من
النَّفقاتِ العظيمةِ من صَدقَاتٍ، وإحسانٍ وذَبحٍ للقَرابين، وأكلِ لحومِها
والتَّزوُّدِ منها، هذا من أعظمِ المنافع.
وأعظمُ المنافعِ على
الإطلاق: ذِكرُ اللهِ سبحانه وتعالى: ﴿ وَيَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡلُومَٰتٍ ﴾ [الحج: 28]،:
أيَّامُ الحَج، الأيَّامُ المعدوداتُ كلُّها شَرْعُ اللهِ فيها، فيُعلنُون ذِكرَ
اللهِ بالتَّلبيةِ والتَّكبيرِ وبالدُّعاءِ والاستغفارِ وبأداءِ المناسكِ من وقوفٍ
بعَرفةَ، ومبيتٍ بمُزدَلفة، ومبيتٍ بمِنَى، ورَمْي جِمَار، وطوافٍ بالبيت، وسَعْيٍ
بين الصَّفا والمَروة، كلُّ هذه ذِكْرٌ للهِ سبحانه وتعالى، ذكرٌ مُتنوِّعٌ فَهُم
دائمًا في عبادة ويَتنقَّلون في هذه المَشاعرِ لعبادةِ اللهِ سبحانه وتعالى: ﴿ وَيَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ
ٱللَّهِ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡلُومَٰتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِيمَةِ ٱلۡأَنۡعَٰمِۖ ﴾[الحج: 28].
وبهيمةُ الأنعامِ
هي: الإبلُ والبقرُ والغَنَم، يَذكرون اللهَ عليها عندَ ذَبحِها، ويَتقرَّبون
إلى اللهِ بذلك الهَدْي، سَواء كان هَدْيًا واجِبًا أو كان هَدْيَ تطوُّعٍ أو
هَدْيَ جُبْرَان، كلُّه يُذبَحُ لوجهِ الله عز وجل، يُتقرَّبُ به إلى اللهِ
ويَنتفِعُ به العباد.
هذا ونتركُ بقيَّةَ
الكلامِ على الآيةِ إلى درسٍ قادمٍ إن شاءَ الله.
وصلَّى اللهُ وسلَّم
على نبيِّنا محمدٍ وعلى آلِه وصحبِه وسلَّم.
*****
الصفحة 6 / 698
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد