×
دروس وفتاوى الحج

ومن منافعِ الحَجِّ: انتشارُ العلمِ بينَ المسلمينَ إذا التَقى المسلمون في هذا المَكان، الجاهلُ في عقيدتِه أو الجاهلُ في عبادتِه، أو الجاهلُ في مُعاملاتِه، يُصحِّح أخطاءَه، إذا التقى بالعلماءِ والتقى بإخوانِه المسلمين وتَبَادلُوا فيما بينَهم المعلومات؛ فإنَّه يرجِعُ بعلمٍ ويرجِعُ بفِقهٍ في دينِ الله؛ فإنَّ هذا ممَّا يُؤدي إلى انتشارِ العلمِ بينَ المسلمين.

وكذلك قد يأتي الإنسانُ إلى هذا الحَجِّ وهو مُقصِّرٌ في أمورِ الدِّين، فيتوبُ إلى الله عز وجل، فيرجِعُ وقد تابَ وقد صار الدِّينُ أحبَّ إليه من كلِّ شيء، ويَرسُخُ الإيمانُ في قلبِه، فيعودُ بقلبٍ غيرِ القلبِ الذي جاء به، هذا من أعظمِ منافعِ الحَج.

وهذا البيتُ العتيقُ يَربِطُ بين المسلمين باجتماعِهم حولَه كلَّ سنة، أو في العُمرةِ على مدارِ السَّنة، ويُقوِّي الصِّلةَ فيما بينَهم، فهذا من أعظمِ منافعِ الحَج.

كذلك من منافعِ هذا الحجِّ العظيم: أنَّ الإنسانَ يحصُلُ على الأجرِ العظيمِ فزيادةٌ على الحَج، الصَّلاةُ الواحدةُ تعدِلُ مئةَ ألفِ صَلاة، وكم يُصلِّي الحاجُّ في هذا الحَرم؟ يُصلِّي صلواتٍ كثيرة، وكلُّ صلاةٍ بمئةِ ألفِ صلاة، وكذلك بقيَّة الحسناتِ في هذا الحَرَم تُضاعَف، واللهُ جل وعلا قال لخليلِه إبراهيمَ وابنِه إسماعيل عليهما السلام: ﴿ بَيۡتِيَ لِلطَّآئِفِينَ وَٱلۡعَٰكِفِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ [البقرة: 125]، يَطوفون ويَعتَكفُون حولَ هذا البيتِ ويَركَعون ويَسجُدون، فالمُسلمُ يَحصُل على هذه العباداتِ العظيمة: الطَّوافِ بالبيت، والاعتكافِ في المسجد، وهو البقاءُ واللبثُ فيه مدَّةً طويلة، أو قصيرةً لعبادةِ الله، لبثهم في المسجدِ الحرامِ فيه أجر عظيم؛ لأنَّه اعتكافُ العاكفين، ﴿ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ [البقرة: 125] المراد بهم: 


الشرح