يحضروا المنافع: جمع
منفعة وهي ضد المضرَّة، منافع لهم في دينهم وفي دنياهم، وهي منافع كثيرة لا يعلمها
إلا الله سبحانه وتعالى، وكلٌّ يُحَصِّلُ مِنْ هذه المنافع على ما يسَّر اللهُ له،
مقلٌّ ومستكثرٌّ.
من أعظمِ المَنافع: أداءُ هذا الرُّكنِ
من أركانِ الإسلام؛ لأنَّ الحجَّ ركنٌ من أركانِ الإسلام، وهو الرُّكنُ الخامس،
فمِن أعظمِ المنافعِ أنَّ المسلمَ يُؤدِّي هذا الرُّكن، وإنْ كان قد حَج؛ فإنَّه
يحُجُّ نافلةً هي من أفضلِ الأعمالِ الصَّالحة.
ومن منافعِ الحَج: التقاءُ المسلمين
في مشارقِ الأرضِ ومغاربِها وتَعارُفُهم واجتماعُهم في هذا المكانِ ممَّا يَقْوى
به دينُهم وتَقوَى به عُرَى الإسلامِ ويَظهَرون بالمَظهرِ اللائقِ بالأُمَّةِ في
وَحدتِها، بتَوجُّهٍ واحدٍ إلى ربٍّ واحد؛ لأداءِ عبادةٍ واحدةٍ وفي مكانٍ واحدٍ
ففيه تربيةٌ للأُمَّةِ على الاجتماعِ وعدمِ التَّفرُّق، ولذلك شَرعَ اللهُ
الاجتماعات؛ لأداءِ العباداتِ لتربيةِ النَّاسِ على التَّوحُّدِ والتَّآلُف،
ويَجتمِعون للصَّلواتِ المفروضة، يَجتَمعون لصَلاةِ الجُمُعة، يَجتمعون لصَلاةِ
العيدين، يَجتَمعون للاجتماعِ الأكبرِ للحَجِّ كلَّ سَنة.
ومن فوائِدِ الحَجِّ العظيمة: حُصولُ المغفرةِ كما قال صلى الله عليه وسلم: «الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الْجَنَّةَ» ([1])، وقال: «مَنْ أَتَى هَذَا الْبَيْتَ - يَعْنِي الْكَعْبَةَ - فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» ([2])، يرجع مغفورًا له، هذا من أعظمِ المنافعِ في هذا الحَج.
([1])أخرجه: البخاري رقم (1773)، ومسلم رقم (1349).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد