أُمُّهُ» ([1])، يعني: يتوبُ اللهُ
عليه، إذا كان حَجُّه لا رَفثَ فيه ولا فسوقَ ولا جدالَ، والرَّفثُ: هو الجِماعُ
ودَوَاعيه، والفُسوقُ: هو المعاصي بجَميع أنواعِها، والجِدالُ: هو المُخَاصَمةُ
بدونِ فائدةٍ والمُمَاراة والمُجادَلةُ التي ليسَ لها فائدة، أمَّا الجِدالُ من
العلماءِ الذين يُبيِّنُون الحَقَّ ويَرُدُّون الباطلَ فهو واجب، قال تعالى: ﴿ وَجَٰدِلۡهُم بِٱلَّتِي
هِيَ أَحۡسَنُۚ ﴾ [النحل: 125]، ﴿ وَلَا تُجَٰدِلُوٓاْ أَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ إِلَّا بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ ﴾ [العنكبوت: 46]. فإذا كان الجدالُ لأجلِ بيانِ الحَقِّ
ودحضِ الباطلِ وكان ذلك من العُلماء فهو واجِب، وأمَّا إذا كان من أجلِ ضياعِ
الوقتِ أو من أجلِ المُغَالبة والمُمَاراة فإنَّه ممنوعٌ دائمًا وفي الحَجِّ آكَد،
وهذا يُؤثِّرُ على الحَجِّ إذا كان بغيرِ حق، فالواجبُ على المسلمِ أنْ يحفَظَ
حَجَّه ممَّا يُخِلُّ به أو يُنقِصُه أو يُبطِلُه وأنْ يحفظَ حجَّه ويُؤديه على
الوجهِ الكاملِ مع رجاءِ القبولِ من اللهِ عز وجل.
وصلَّى اللهُ وسلَّم
على نبيِّنا محمدٍ وعلى آلِه وأصحابِه أجمعين.
*****
([1])أخرجه: البخاري رقم (1521)، ومسلم رقم (1350).
الصفحة 4 / 698
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد