التَّفاصيلُ فإنَّها مُفصَّلةٌ في كتبِ المناسكِ
المُختصَرة والمُطوَّلة، فعلَى المُسلمِ إذا أرادَ الحَجَّ أو في أثناءِ الحَج،
أنْ يأخذَ مُؤلَّفًا مُختصَرًا ويَقرؤُه، أو إنْ كان لا يقرأُ يُقرَأ عليه، أو
يَستمِعُ لمَا يُذَاعُ وما يُنشَر عن الحَج، فيَتمشَّى على ذلك ليُؤدِّي حَجَّه
على بيِّنةٍ وعلى هُدًى من اللهِ عز وجل، ليسَ المقصودُ من الحَجِّ أنَّك تحُجُّ
شَكليًّا ولكنِ المقصودُ أنْ تحُجَّ حَجًّا صحيحًا، قال اللهُ جل وعلا: ﴿ وَأَتِمُّواْ ٱلۡحَجَّ
وَٱلۡعُمۡرَةَ لِلَّهِۚ ﴾ [البقرة: 196]، ولا
تَستطيعُ أنْ تُتِمَّ الحجَّ والعُمرةَ للهِ إلاَّ إذا تَفقَّهْتَ في أحكامِها،
وفي قولِه:﴿لِلَّهِۚ﴾ [البقرة: 196]
إشارةٌ إلى الإخلاصِ للهِ في كلِّ الأعمال، لا يَقبلُ اللهُ من الأعمالِ إلاَّ ما
كان خَالصًا لوجهِه وصَوابًا على سنة رسوله صلى الله عليه وسلم كما قال: «خُذُوا
عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ» ([1])، وقال جل وعلا: ﴿ لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي
رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ
ٱلۡأٓخِرَ ﴾ [الأحزاب: 21].
فيَجِبُ على المسلمين أن يحُجُّوا على وِفْقِ سُنَّةِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم لا يكونُ في الحَجِّ شِركٌ ولا رياءٌ ولا سُمْعة، ولا طلبٌ لدنيا، ولا يكونُ الحَجُّ على طريقةٍ مُبتدَعةٍ أو على تَقليدٍ أعمى بدونِ بصيرةٍ وبدونِ مُوافقةٍ لسُنَّةِ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم مع الإخلاصِ للهِ بهذا يكونُ الحجُّ مَبرورًا، قال صلى الله عليه وسلم: «الْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الْجَنَّةَ» ([2])، والحجُّ المبرورُ هو الذي لم يحصُلْ فيه رَفثٌ ولا فُسوقٌ ولا جِدال، كما قال تعالى: ﴿ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ ٱلۡحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي ٱلۡحَجِّۗ ﴾ [البقرة: 197]، وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَجَّ لِلهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ
([1])أخرجه: مسلم رقم (1297).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد