وسَعَى بين الصَّفَا
والْمَرْوَةِ وقال: «خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ»([1])فلا بدَّ من هذه
الأَرْكانِ الأَرْبعةِ ولا يتمُّ الحجُّ إِلاَّ بها.
وأَمَّا الواجبات
فهي سبعةٌ:
الأَوَّلُ:
الإِحْرام من الميقات المُعْتَبَرُ له، وهو الذي يمرُّ عليه من المواقيتِ الخمسةِ،
إذا مرَّ به أَوْ حاذاه من البَرِّ أَوْ من البحر أَوْ من الجوِّ، فلا يتعدَّاه
إلا وهو مُحْرِمٌ، هذا مكان الإِحْرام.
الثَّاني: الوقوف بعَرَفَةَ
إلى غروب الشَّمس؛ فإن انصرف قبلَ غروب الشَّمس ولم يرجع فقد ترك واجبًا من واجبات
الحجِّ، يُجْبَرُ بدمٍ.
الثَّالثُ: المَبِيْت بمُزْدَلِفَةَ بعد أن ينصرف من عَرَفَةَ ليلةَ العاشر، يبيت بمُزْدَلِفَةَ، إن بات كلَ اللَّيل فهذا أَكْملُ وأَفْضلُ، وإن بات إلى منتصف اللَّيل فقد أَخَذَ بالرُّخْصة، وإذا بات اللَّيل كلَّه أَخَذَ بالعزيمة، والعزيمة أَفْضلُ، فالمبيت بمُزْدَلِفَةَ ليلة العاشر بعد الدَّفع من عَرَفَةَ واجبٌ من واجبات الحجِّ؛ لقوله تعالى: ﴿ فَإِذَآ أَفَضۡتُم مِّنۡ عَرَفَٰتٖ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ عِندَ ٱلۡمَشۡعَرِ ٱلۡحَرَامِۖ وَٱذۡكُرُوهُ كَمَا هَدَىٰكُمۡ وَإِن كُنتُم مِّن قَبۡلِهِۦ لَمِنَ ٱلضَّآلِّينَ ﴾ [البقرة: 198]. وهو المُزْدَلِفَةُ، وَذِكْرُ الله عند المشعر الحرامِ بيَّنه الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم؛ لأنه صلَّى فيها صلاةَ المَغْرِبِ وصلاةَ العِشَاءِ جَمْعَ تَأْخِيرٍ لمَّا وصَل وبات بها، ولمَّا طلَع الفجر صلَّى صلاةَ الفَجْرِ في أَوَّل وقتِها، ووقَف ودعا إلى قُبَيْلِ طلوعِ الشَّمس، ورخَّص للعَجَزَةِ ومَنْ في حُكْمهم بالتَّعجُّل بالانصراف من مُزْدَلِفَةَ بعد منتصف اللَّيل وقال: «خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ» ([2]).
([1])أخرجه: مسلم رقم (1297).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد