ولا يتمُّ حجُّه إلا بهما، وأَمَّا من ترك
واجبًا من الواجباتِ السَّبعةِ فإنه يجبره بدمٍ، وأَمَّا السُّنن في الحجِّ
والعمرةِ فهذه فضائلُ إن أتى بها فهو كمالٌ وفضلٌ، وإِنْ تركها فلا حرج عليه؛ لأن
المستحب هو: ما يُثاب فاعلُه، ولا يُعاقَب تاركُه، إذًا إتمام الحجِّ على
قسمين:
الأَوَّلِ: إتمامُ واجبٍ وهو
الإتيان بالأركانِ والواجباتِ.
الثَّاني: إكمالُ مستحبٍّ وهو
الإتيان بالسُّنن والفضائلِ، والسُّنن كثيرةٌ منها: التَّلْبيَةُ بعد الإحرام،
والخروجُ إلى مِنًى في اليومِ الثَّامنِ والمبيتُ بها ليلةَ التَّاسع، ومنها
الدُّعاءُ في عَرَفَةَ وقتَ الوقوف، والدُّعاءُ في مُزْدَلِفَةَ بعد صلاة الفجر
إلى قُبَيْلِ طلوع الشَّمس، والبقاءُ في مِنًى أَيَّامَ التَّشْريق في النَّهار،
البقاءُ فيها في اللَّيل واجبٌ، وأَمَّا في النَّهار فمستحبٌّ، فيبقى في مِنًى
ليلاً ونهارًا؛ ليحصل على الواجب والمستحبِّ.
وكذلك من السُّنن
التَّكبيرُ المُقيَّدُ في أَدْبار الصَّلوات في جماعةٍ في أَيَّام التَّشْريق، هذا
من سُنن الحجِّ، بل هو سُنَّةٌ لجميع المسلمين، إنما يختلف الحاجُّ عن غيره في
بداية التكبير، وغيرُ الحاجِّ من فجر يوم عَرَفَةَ، والحاجُّ مِنْ ظُهْرِ يوم
العيد، يبدأُ التَّكْبيرَ المُقيَّدَ بأَدْبار الصَّلواتِ المفروضةِ في جماعةٍ.
فينبغي معرفة الفرق
بين الأركانِ والواجباتِ والسُّننِ، ثم الفرق بين الأركان بعضها مع بعض، فلا بدَّ
للمسلم أَنْ يتفقَّهَ في عبادته ويعرفَ كيف يُؤَديها على الوجهِ المطلوبِ هذا معنى
قوله: ﴿ وَأَتِمُّواْ ٱلۡحَجَّ وَٱلۡعُمۡرَةَ لِلَّهِۚ
﴾ [البقرة: 196].
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد