×
دروس وفتاوى الحج

 ثم قال جل وعلا: ﴿ لِلَّهِۚ تَنَبَّه ﴿ لِلَّهِۚ يكون حجُّك وعمرتُك لله خالصَيْنِ لوجه الله، ليس فيهما رِياءٌ ولا سُمْعةٌ، ولا يخالطهما شِرْكٌ بالله عز وجل؛ لأن الشِّرك يُبْطل العمل من حجٍّ أو عمرةٍ، حتى ولو كان شركًا أَصْغرَ كالرِّياء فإنه يُبْطل العمل الذي يُخالطه، أَمَّا الشِّرك الأَكْبرُ -والعياذُ بالله- وهو دعاءُ غيرِ الله، والاستغاثةُ بالأَمْوات في أَضْرحتهم، الذَّبْحُ لهم، النَّذْرُ لهم، شركٌ أَكْبرُ يُبْطل جميع الأَعْمال من حجٍّ وغيرِه، فإِنَّ الحجَّ وسائِرَ العبادات لا تصحُّ إلا مع التَّوحيد، فمن كان عنده شركٌ فإن عبادته غيرُ صحيحةٍ، ولا تُقْبَلُ عند الله. قال تعالى: ﴿ وَلَقَدۡ أُوحِيَ إِلَيۡكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكَ لَئِنۡ أَشۡرَكۡتَ لَيَحۡبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ [الزمر: 65]. فلا تصح العبادة إلا بشرطين:

الشَّرطِ الأَوَّلِ: الإِخْلاصُ لله عز وجل، فلا يكون فيها شركٌ، وليس فيها بِدَعٌ، ولا خُرافاتٌ، ولا مُحْدَثاتٌ، ولا قَصْدٌ لغير الله.

الشَّرطِ الثَّاني: أن تكون موافقةً لسُنَّةِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم ليس فيها بدعةٌ ولا خُرافةٌ، وإنما تكون صوابًا على سُنَّةِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم لمَّا حجَّ بالنَّاس قال: «خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ» ([1])، أَيْ: أَدُّوا المناسكَ كما رأيتموني أُؤَدِّيها، تابعوني، مَن كان حاضرًا مع الرَّسول صلى الله عليه وسلم فإنه يتابع الرَّسول صلى الله عليه وسلم في تأْدية المناسك، فيفعل مثلَ فِعْلِ الرَّسول صلى الله عليه وسلم ومن كان بعد وفاة الرَّسول صلى الله عليه وسلم فإنه يتبع الأَحَاديثَ الصَّحيحةَ الواردةَ في صِفَّةِ حجِّ النَّبي صلى الله عليه وسلم وعمرتِه، كأنه يُشاهد الرَّسول صلى الله عليه وسلم حينما يقرأُ الأَحَاديثَ الصَّحيحةَ التي تصف كيف حجَّ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم وكيف اعْتَمر فيُؤَدِّي نُسُكَه على ذلك، لا يُحْدِثُ شيئًا من عنده أو يقتدي بكلام أَحَدٍ أو قولِ أَحَدٍ غيرِ


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (1297).