×
دروس وفتاوى الحج

الله ولا يمتثلون لأَمْر الله سبحانه وتعالى، فهم عقلاءُ من ناحية الدُّنْيا، لكنَّهم غير عقلاء من ناحية الآخرة، ولهذا قال: ﴿ وَعۡدَ ٱللَّهِۖ لَا يُخۡلِفُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ ٦ يَعۡلَمُونَ ظَٰهِرٗا مِّنَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَهُمۡ عَنِ ٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ غَٰفِلُونَ [الروم: 6- 7]. ونسأَلُ اللهَ العافيةَ ﴿ يَعۡلَمُونَ ظَٰهِرٗا مِّنَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا [الروم: 7]. هذا العقلُ المعيشيُّ ﴿ وَهُمۡ عَنِ ٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ غَٰفِلُونَ [الروم: 7]. فاقدون للعقلِ الصَّحيحِ المفيدِ الذي يميزهم عن البهائم، وهذا منَّةٌ من الله جل وعلا يهبها لمن يختاره من عباده، وله سببٌ من قِبل العبد، العبد إذا أصغى إلى أوامر الله، وتأثر بها، وخاف من الله، ورجا ثوابه، هذه أَسْباب القبول، وأَسْبابُ الخير، وأَسْبابُ الرَّغْبة فيما عند الله سبحانه وتعالى.

هذا ونسأَلُ اللهَ جل وعلا لنا ولكم المزيدَ من فضله، من العلم النَّافعِ والعملِ الصَّالحِ، والإِخْلاصِ لوجهه سبحانه وتعالى، وأَنْ يتقبَّلَ منَّا ومنكم، ويعفوَ عنَّا وعنكم، ويتوبَ علينا وعليكم، وعلى جميع المسلمين، ادْعوا لأنفسكم وإِخْوانِكم، ولوُلاةِ أُمورِكم، وادْعوا لجميع المسلمين، ادعوا لا تقتصروا على أنفسكم ﴿ رَبَّنَآ ءَاتِنَا فِي ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٗ وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ حَسَنَةٗ [البقرة: 201]. لا تقتصروا على طلب الدُّنْيا، واطْلُبوا الدُّنْيا والآخرةَ وادْعوا لأَنْفسكم ولوالديكم ولأَقاربِكم، ادْعوا لوُلاةِ أُمورِ المسلمين بالصَّلاح والهدايةِ؛ لأَنَّ هذا من صلاح المسلمين، وهذه أَيَّامُ الدُّعاءِ التي يُقْبَلُ فيها الدُّعاءُ، الزَّمان والمكانُ، الزَّمان أَشْهُرُ الحجِّ، والمكانُ مَكَّةُ والمشاعرُ، فأنتم في زمانٍ وفي مكانٍ يُرْجى فيه قَبولُ الدُّعاءِ، فأَكْثروا من الدُّعاءِ.

وصلَّى اللهُ على نبيِّنا مُحَمَّدٍ وعلى آله وأَصْحابِه أَجْمعين.

*****


الشرح