إليه سبحانه وتعالى،
هذا فيه الحثُّ على الإِكْثار من الاستغفار في هذه المواطنِ الشَّريفةِ، وهذا
الزَّمانِ العظيمِ.
ثم بعد غروب الشَّمس
يدفع الحاجُّ من عَرَفَةَ إلى مُزْدَلِفَةَ بسكينةٍ ووقارٍ وتلبيةٍ واستغفارٍ،
ويُؤَخِّرون صلاةَ المَغْرِبِ إلى أَنْ يصِلوا إلى مُزْدَلِفَةَ ويجمعوا بين صلاةِ
المَغْرِبِ مع صلاة العِشَاءِ جَمْعَ تَأْخِيْرٍ، فإذا وصلوا إلى مُزْدَلِفَةَ
بادروا بالصَّلاة جمعًا مع قصْرِ صلاةِ العِشَاءِ إلى ركعتين، ثم باتوا
بالمُزْدَلِفَةِ. كما فعَل النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى الفَجْرِ، فإذا طلَع
الفَجْرُ بادروا بصلاة الفَجْرِ في أَوَّلِ وقتِها، ثم اشتغلوا بالدُّعاءِ
والتَّضرُّعِ قال تعالى: ﴿ فَإِذَآ أَفَضۡتُم مِّنۡ عَرَفَٰتٖ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ عِندَ ٱلۡمَشۡعَرِ ٱلۡحَرَامِۖ ﴾ [البقرة: 198]. وقد
وقَف النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ودعا إلى قُبَيْلِ طلوع الشَّمس ثم أفاض إلى
مِنًى وأجاز صلى الله عليه وسلم للنِّساءِ والضَّعفةِ الانْصِرافَ من مُزْدَلِفَةَ
بعد منتصف اللَّيل، وفي طريقه يَأْخُذُ الحصا، سبعَ حصياتٍ لرَمْيِ جَمْرَةِ
الْعَقَبَةِ، فإذا وصل إلى مِنًى فأَوَّلُ شيءٍ يبدأُ به رَْميُ جَمْرَةِ
الْعَقَبَةِ لأَنَّه تحيَّةُ مِنًى.
هذا وصلَّى الله
وسلَّم على نبيِّنا مُحَمَّدٍ وآله وصحبِه.
*****
الصفحة 5 / 698
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد