الأُخْرى والأَمْصارِ والقُرى والبوادي، فإِنَّه
عِيْدُ الأَضْحَى، يذبحون فيه الأَضاحي، يتقرَّبون بها إلى الله سبحانه وتعالى،
كما أَنَّ الحُجَّاج يتقرَّبون إلى الله بذبح الهَدْيِ، فهو يوم قرَّبنا للهِ عز
وجل، وهو عِيْدٌ يأتي بعد أَداءِ الرُّكْنِ الأَعْظمِ من أَرْكان الحجِّ، وهو
الوقوف بعَرَفَةَ، فهو يومٌ عظيمٌ.
وكذلك في هذا اليوم
يبدأُ التَّكْبيرُ المُقيَّدُ بالنِّسْبة للحُجَّاج وهو: التَّكْبير بعد أَداءِ
الفريضة في جماعةٍ، فيُسَنَّ للإِمَام والمَأْمومين أَنْ يُكبِّروا بعد السَّلام،
إذا استغفر ثلاثًا وقال: اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلاَمُ وَمِنْكَ السَّلاَمُ،
تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِْكْرَامِ، يُكبِّر وصفتُه أَنْ يقولَ: «اللهُ
أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ
أَكْبَرُ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ»، يشفع التَّكْبيرَ ويُفْرِدُ التَّهْليلَ،
ويُكرِّر هذا بعد كلِّ فريضةٍ من الفرائِضِ الخَمْسِ، إذا أَدَّاها مع الجماعة،
وأَمَّا إذا صلَّى وحده، بأَنْ فاتتْه الصَّلاةُ، أَوْ ليس عند جماعةٍ فلا
يُشْرَعُ في حقِّه التَّكْبيرُ المُقيَّدُ، وسُمِّيَ مُقيَّدًا لأَنَّه مُقيَّدٌ
بالفريضة مع الجماعة، ولا مانعَ أَنْ يُكبِّرَ في غير هذا الوقتِ من ليلٍ أَوْ
نهارٍ، كلُّه ذِكْرٌ لله سبحانه وتعالى.
والتَّلبية انقطعت
برَمْيِ الْجَمْرَةِ، كان الحاجُّ قبلَ ظُهْر هذا اليوم مشغولاً بالتَّلْبية،
والتَّلْبية تنقطع بالبداءَةِ برَمْيِ الجَمْرَةِ؛ لأَنَّه إذا أَخَذَ يرمي
الْجَمْرَةَ شرَع في التَّحلُّل، وكذا لو بدأَ بالطَّواف للعمرة فإِنَّه يقطع
التَّلْبية؛ لأَنَّه شرَع في التَّحلُّل.
فالحاصل أَنَّ هذا يومٌ عظيمٌ من أَيَّام الله سبحانه وتعالى، وبعده أَيَّامٌ عظيمةٌ هي أَيَّامُ التَّشْريق، التي قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَيَّامُ التَّشْرِيقِ، إِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ للهِ عز وجل » ([1])، فهي أَيَّاٌم مباركةٌ قال الله - تعالى - فيها:
([1])أخرجه: مسلم رقم (1141).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد