×
دروس وفتاوى الحج

 ﴿ وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡدُودَٰتٖۚ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوۡمَيۡنِ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِۖ لِمَنِ ٱتَّقَىٰۗ [البقرة: 203]. هذه أَيَّامٌ عظيمةٌ وأَيَّامٌ كريمةٌ ومواسمُ شريفةٌ جمَع الله بين فضائِل هذه الأَيَّام للمسلم سواءً كان حاجًّا أَوْ غيرَ حاجٍّ كلُّ مسلمٍ ينال من الأَجْر في هذه الأَيَّام، ولكنَّ الحاجَّ أَكْثرُ أَجْرًا من غير الحاجِّ، فالمسلمون كلُّهم ينالهم من أَجْر هذه الأَيَّام إذا تنبهوا، أَمَّا إذا مرَّت عليهم ولم يتنبهوا لها، ولم يفرقوها عن غيرها، فإِنَّهم يُحرَمون من فضلها.

المقصود استعمالُ هذه الأَيَّام بذِكْر الله عز وجل، وإلا فمرور الأَيَّام يحصل حتى على البهائِم، ويمرُّ على المسلمين والكفَّارِ، ويمرُّ على كلِّ المخلوقات، ولكنَّ المسلم يمرُّ عليه أَيَّام الفضائِل، ويتنبَّه فيها ويتوبُ فيها ويستغفرُ، ويذكرُ الله فيها، وتكون خيرًا له ومُنبِّهةً له، وتكون خزينةً لعمره، مملوءةً بالأَجْر والثَّوابِ، يفتحها يوم القيامة فيسرُّ، أَمَّا الذي لا يستغلُّ الأَيَّام الفاضلةَ يفتح له يوم القيامة ولا يجد فيها شيئًا، خزائِنَ خاليةً ليس فيها شيءٌ، فهذه الأَيَّامُ خزائِنُكم، إِنْ أَوْدَعْتُم فيها شيئًا وجدتموه عند الله عز وجل، وتسرُّون حينما تفتحونها يومَ القيامة، وإِنْ أَهْمَلْتُمُوها فستندمون يومَ القيامة إذا فتحتموها ووجدتموها خاليةً ليس فيها شيءٌ، ولا حول ولا قوة إِلاَّ بالله.

والمُؤْمن ينتقل من عبادةٍ إلى عبادةٍ، سواءٌ في الحجِّ أَوْ في غيره، لكنَّ الحاجَّ ينتقل من عبادةٍ في المناسك إلى عبادةٍ في مناسكَ أُخْرَى، ومن مكانٍ إلى مكانٍ في المشاعرِ، ويتحرَّى بذلك رحمةَ الله سبحانه وتعالى، فيتعرض لرِضْوانه وفضلِه سبحانه وتعالى، فالحاجُّ في خيرٍ وكذلك المسلم في أَيِّ حالٍ وفي أَيِّ مكانٍ في خيرٍ، فيذكر الله في مكانه، ويتَّقي الله حيثما 


الشرح