والتَّعجُّل معناه:
أنَّه إذا أرادَ في اليومِ الثَّاني عشَر أن يرميَ الجَمَراتِ بعدَ الظُّهْر، أو
بعدَ العَصْر، ويرحلَ من مِنَى قبلَ غُرُوبِ الشَّمسِ فقد تعجَّلَ في يومين؛ فإن
أرادَ أنْ يُسافِرَ يَمُر بالبيتِ ويطوف للوَدَاعِ ويُسافر، وإن أرادَ أنْ يُقيمَ
في مكَّةَ أو حَوَاليها فلا مانِعَ بعدَ الحَج، لكن عندما يُريدُ السَّفرَ لا
بُدَّ من الوَدَاع؛ لأنَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم «أمَرَ النَّاسَ أَنْ
يَكُونَ آخِرُ عَهْدِهِمْ بِالْبَيْتِ، إِلاَّ أَنَّهُ خُفِّفَ عَنِ الْمَرْأَةِ
الْحَائِضِ» ([1]).
فأيَّامُ التَّشريقِ
كلُّها خيرٌ ولله الحمد، وإن أرادَ أنْ يبقى ليلةَ الثَّالث عَشَر ويَرمِيَ
الجِمارَ في اليومِ الثَّالِثَ عشَر بعدَ الظُّهرِ فهذا أفضل، وهو الذي فعلَه
النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم لكن من تعجَّلَ فلا حرَجَ بالشَّرطَين المَذْكورين،
أنْ يرميَ الجِمارَ ابتداءً من الزَّوال، وأنْ يَخرُجَ من مِنَى قبلَ غروبِ
الشَّمس، أمَّا إذا لم يرمِ الجِمار، بأنْ غَرَبتِ الشَّمسُ وهو لم يرمِ الجِمَار
فلا يتعجَّل، أو رَمَى الجِمَارَ لكنَّه لم يرحلْ من مِنَى حتَّى غربتِ الشَّمس،
هذا لا يَرحَلُ ويَلزمُه المَبيتُ لأنَّه لم يتعجَّل.
فهذا هو جُملةُ ما يُفعَل
في هذه الأيَّامِ المُبَاركاتِ التي نوَّهَ اللهُ بشأنِها قال تعالى: ﴿ وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡدُودَٰتٖۚ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوۡمَيۡنِ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِ وَمَن
تَأَخَّرَ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِۖ ﴾ [البقر: 203].
أمَّا الأيَّامُ المَعلوماتُ فهي عشْرُ ذي الحِجَّة كما قال تعالى: ﴿ وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡدُودَٰتٖۚ ﴾ [الحج: 28]. والأيَّامُ المعلوماتُ هي عشْر ذي الحِجَّة، وأمَّا الأيَّامُ المعدوداتُ فهي أيَّامُ التَّشريقِ، وكلُّها أيَّامُ خيرٍ وبَرَكةٍ وذِكرٍ لله عز وجل، وكلُّها يَنتفِعُ فيها المسلمون بالطَّاعةِ سواء
([1])أخرجه: البخاري رقم (1816)، ومسلم رقم (1201).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد