وهذا ما يُريدُه
الإسلامُ أنْ يعيشَ المسلمون في أمْنٍ واطمئنان، حتَّى الكفار إذا كانوا في بلادِ
المسلمين بإذنٍ منهم فلهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين، لا يجوزُ الاعتداءُ
عليهم إذا كان بَينَنا وبينَهم عهدٌ أو دخلوا بلادَنا بأمانٍ فلا يجوزُ لنا أنْ
نعتدِيَ عليهم ونقول: هؤلاءِ كفار، هذا في الحقيقةِ اعتداءٌ على الإسلام، وهذا في
الحقيقةِ خيانةٌ للإسلام، فلا يجوزُ الاعتداءُ عليْهم وفاءً بالعَهْد ووفاءً
بالأمان، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا - لَهُ ذِمَّةُ
اللَّهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ - لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ» ([1])، فإذا كان هذا مع
الكفار، فكيف بالمسلمين الذين آمَنُوا باللهِ ورسولِه وآمنُوا بالإسلام؟ فلا يجوزُ
الاعتداءُ عليْهم لأنَّ اللهَ أمَّنَهم فقال: ﴿ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَمۡ يَلۡبِسُوٓاْ إِيمَٰنَهُم بِظُلۡمٍ
أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلۡأَمۡنُ وَهُم مُّهۡتَدُونَ
﴾ [الأنعام: 82].
فالذي يعتدي على
أمنِهم فإنَّه يَعتدِي على عَهدِ اللهِ سبحانه وتعالى، واللهُ له بالمِرصَادِ حتى
لو أفْلتَ من عُقُوبةِ الدُّنيا فلن يُفلِتَ من عُقوبةِ الآخِرة، فإذا سَلِم من
إقامةِ الحَدِّ فقد يُسلِّطُ اللهُ عليه عقوباتٍ أخرى في الدُّنيا، وفي الآخِرةِ
أَشد إذا لمْ يَتُبْ إلى الله عز وجل.
فعلى المسلمِ أنْ يَتَّقيَ ربَّه عز وجل ويَجتَنِبَ حُرُماتِ اللهِ ويُعظِّمَها ولا يَعتدِي على النَّاسِ في دمائِهم ولا في أعرَاضِهم ولا في أموالِهم، بَعضُ النَّاسِ قد يُعظِّمُ الدِّماءَ فلا يَعتدِي على دماءِ النَّاسِ ويُعظِّم الأموالَ، لكنَّه يتَساهلُ في الأعْراضِ، ويَعتبِر هذا من إنكارِ المُنكَر ويتكلَّمُ في النَّاسِ بالغِيْبةِ والنَّمِيمة، وهذا أشدُّ من الأموال؛
([1])أخرجه: البخاري رقم (6419).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد